يكتبه: يوسف بن أحمد البلوشي |
منذ قيام منظومة مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981، وأبناء هذا الكيان العربي يتطلعون إلى علاقات طيبة وتسهيلات كبيرة بين دول المنطقة عاماً بعد عام.
وكانت جغرافية منطقة الخليج واحدة والعبور من دولة إلى أخرى سهلة بشكل كبير، حتى أنه قد لا توجد حدود بين بعض الدول وهو ما كان يشكل خليجاً موحداً بمعنى الكلمة ووحدة وطنية وعلاقات اجتماعية واسعة بين أبناء دول الخليج.
وحينما يجتمع القادة كل عام تكون فرحة أبناء الخليج كافة، وكلنا كان يتسمر أمام التلفزيون نتابع وصول القادة ونستمع إلى تلك الأغاني الموحدة ” خليجنا واحد وشعبنا واحد” وهو ما ولد علاقات وطيدة.
اليوم وصل مجلس التعاون إلى حالة من الاهتراء والتراجع في العلاقات حتى بين أبناء الخليج. ورغم أننا كنّا نعول على تطور هذا المجلس وان تفتح الحدود البرية بين دول الخليج كما هو حال الاتحاد الأوروبي، وحينما تخرج من دولة لا تقف ساعات أمام المنافذ البرية، هذا يطلب بطاقتك وجوازك وتفتيشات تؤخرنا وتوتر علاقاتنا.
اليوم نحن نتطلع أن تتعاون هذه الدول وتتعاضد بشكل أكبر، وهو ما تريده الشعوب، فمثلا حتى لو لم تلغى المراكز الحدودية فعلى الأقل تسهل دخول أبناء الخليج، بحيث يكون الخارج من دولة لا يتوقف المسافر إلا في الدولة الأخرى لتقديم بطاقته أو جوازه وعند العودة يكون بذات التعامل بحيث يطلب عند دخوله إلى الدولة الأخرى أيضا. مثلا إذا خرج من عُمان قاصداً دبي أو أبوظبي لا يوقف عن مراكز عُمان الحدودية، بل فقط يطلب منه عند دخول الإمارات، وعندما يعود إلى السلطنة لا يتوقف عن مراكز الإمارات، وإنما يتوقف عند دخوله إلى أراضي السلطنة، وهذا يتطلب ربط الشبكة الخليجية بشكل موحد لتسهيل عبور المسافر الخليجي بين دول المنطقة لتعزيز علاقات الشعوب الخليجية كما كانت عند بدايات عهد مجلس التعاون الخليجي كما كان ينشده المؤسسون لهذه المنظومة.