مقال| تمكين المواهب الوطنية رؤية للتقدم المستدام في عُمان

يكتبه: طارق السهلاني |

في عصرٍ يتميّز بالذكاء الاصطناعي والتحول التكنولوجي المتسارع، تتمتع سلطنة عُمان بأصول تُمكّنها من الموازنة بين تراثها العريق ومتطلبات الابتكار والتنافسية العالمية. لا يكمن التقدم الحقيقي في تبني التقنيات المتقدمة فحسب، بل في تمكين القدرات الوطنية لقيادة هذا التحول بثقة وكفاءة وأصالة.

تعكس جهود وزارة التراث والسياحة، في ظل التوجيه الحكيم لجلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى جانب التوجه الاستراتيجي لمجموعة عمران، التزاما حقيقيا بتوفير تجارب سياحية مستدامة تجمع بين الابتكار والأصالة في آنٍ واحد.

 وفي الوقت نفسه، يُعدّ التزام وزارة العمل بالتعمين أمرا جديرا بالثناء، إلا أن القيمة الحقيقية لهذه المبادرة تتجاوز مجرد تحقيق النسب. إنها حركة وطنية نحو تطوير القيادة، ورعاية المواهب المحلية، وترسيخ دور العُمانيين في صميم النمو الاقتصادي في جميع القطاعات.

ولتحقيق هذه الرؤية، من الضروري تجاوز الإحصاءات السطحية، والاهتمام بجودة وعمق المشاركة الوطنية، لا سيما في المناصب العليا والمتوسطة. لا ينبغي النظر إلى التعمين كمقياس للامتثال، بل كاستثمار استراتيجي في مستقبل البلاد، ودعوة لرعاية وتدريب وتمكين الكفاءات العمانية التي ستشكل مسار البلاد في عصر الذكاء الاصطناعي.

لم يعد دعم وتطوير القدرات الوطنية خيارا، بل ضرورة. فمن خلال وضع الثقة في المواهب المحلية، وتوفير منصات للنمو، وضمان شمول عادل وهادف، لا تستطيع عُمان مواكبة التغيير العالمي فحسب، بل أن تصبح رائدة في قيادته – متجذرة في تراثها، ومدعومة بالابتكار، ومسترشدة برؤيتها.

*مدير عام مجموعة فنادق أتانا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*