مقال| بلدان نماذج سياحية

يكتبه: يوسف بن أحمد البلوشي

يمكن أن نضع أنفسنا ضمن البلدان التي لا تزال تبدأ خطواتها الأولى في قطاع السياحة، وهذا أمر ليس عيباً يدفعنا للاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى، حتى لو كانت إمكانياتها المادية بسيطة ولكن استطاعت أن تصنع قطاعاً سياحياً شيئاً فشيئا.
نحن في السلطنة من البلدان التي تسير خطوة أولى في قطاع السياح رغم إمكانياتنا الكبيرة سواء تاريخية أو طبيعية وجغرافيا وغيرها من المقومات السياحية التي تجعل من بلدنا وجهة سياحية ومقصدا للسياح. لذلك عَلِينا أن نبحث عن تجارب دول ونستفيد منها سواء تسويقيا أو تأهيل البنية الأساسية لهذا القطاع تكون دعامة لنماء سياحي وتنمية واسعة تجعل من هذا القطاع واحداً من القطاعات المساهمة في برامج التنويع الاقتصادي.
لو أخذنا بلدان مثل تايلاند وكيف استطاعت جعل نفسها وجهة سياحية بمقومات سياحية بسيطة مثل الشواطىء والمزارات الطبيعية وكذلك السياحة العلاجية. بجانب أنها وجهة جاذبة للاستثمار السياحي. لماذا لا نتعلم من هذه الدول طريقة عملها وكيف حققت هذا الازدهار السياحي يمكن في فترة زمنية لا تتعدى عشرين عاما حتى استطاعت جذب حوالي 40 مليون سائح في عام 2019، وأن يكون قطاع السياحة مصدر دخلها ولايجاد وظائف لابناء البلد في تايلاند.
بالأمس اختتمت مع وفد إعلامي خليجي زيارة إلى جزيرة بوكيت للتعرف عن قرب على خطط إعادة السياحة إلى مسارها بعد توقف بسبب “كوفيد 19″، طوال فترة 18 شهرا تقريبا وتأثر كثير من أبناء بوكيت بهذا التوقف وضعف الاقتصاد التايلاندي جراء تأثيرات الجائحة. اليوم بوكيت تسعى كوجهة سياحية أولى فتحت الحكومة بوابتها للسياح كتجربة للعودة السياحية. وقد اكتشفنا مع الزملاء الكثير من الأشياء التي جعلت بوكيت وجهة استثمارية وسياحية وكيف تتعامل الحكومة مع هذا القطاع على أساس مصدر دخل مهم للاقتصاد التايلاندي. 
لماذا لا نستفيد من تجارب بعض الدول ونعمل كما عملوا ونأخذ الايجابيات ونتجاوز السلبيات، إذا كنّا غير قادرين على صنع سياحة لبلدنا بالفكر الحالي ونضع العقبات تلو الأخرى عاما بعد عاما، وتصريحات مسؤولينا تتكرر وتعاد يوم بعد يوم من بدون تقدم ملموس على أرض الواقع يحقق طموحات المواطن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*