يكتبه: حمدان بن علي البادي |
الإعلان بالسماح لزيارة مسندم وظفار خلال هذا الصيف للعمانيين والمقيمين ممن تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المعتمدة في السلطنة أو جرعتين للقادمين من خارج السلطنة هو مؤشر إيجابي بعودة النشاط السياحي وعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها. يأتي هذا الإعلان مع بدء الإجازات الصيفية وأيام عيد الحج وإجازته الممتدة لـ 9 أيام بلياليها وسط إجراءات احترازية مشددة نعيشها لأول مرة من بدء الجائحة وسريان الإغلاق المسائي من الخامسة عصرا حتى الرابعة صباحا والإغلاق الكلي ومنع الحركة في العيد وأيامه.
هذه الإجراءات دفعت بمن يملك الإمكانية لأن يشد رحاله إلى البلدان التي فرضت قيوداً مخففة على المسافرين، لينعموا بلحظات من الحرية خارج إطار الخوف والمرض ورائحة الموت التي تنتشر في كل مكان، وأيضا ليبعثوا صورهم وتهاني العيد لمن يحبون في وقت الحظر الكلي ومنع الحركة. وسيكون لهذه الإجراءات أثرها أيضا على حركة السياحة المحلية والتي باعتقادي لن تحدها المحاذير المتبعة إلا أثناء منع الحركة وستنشط ما قبل وبعد الحظر الكلي وخاصة في اليوم الرابع من أيام العيد وهو اليوم الذى حذرت اللجنة العليا من ضرورة التقيد بالبقاء في البيت وتجنب الزيارات العائلية لأنه سيكون بمثابة يوم العيد.
وإذا كانت اللجنة العليا قد أوصت بسعة استيعابية محددة للوحدات الايوائية في السلطنة فإن للمسافرين إلى مسندم في أقصى الشمال وظفار في أقصى الجنوب عليهم تأمين السكن قبل السفر والأخذ بالمحاذير والاحتياطات اللازمة والتأكد من أخذ اللقاح قبل قطع تلك المسافة.
ولأن عُمان تتسع للجميع وبها مقومات سياحية متعددة فستكون مسؤولية الفرد في تجنب الأماكن المزدحمة وهو المتوقع أيضا أن نرى تجمعات تلقائية تشد الناس كما جرت العادة خاصة للأودية والمناطق الجبلية التي تزدان هذه الأيام بالأمطار الصيفية، ولأنه لا أحد يستطيع أن يقف بين الفرد ورغباته فإننا نعول على وعي الأفراد في حسن إدارة تلك الرغبات بعيدا عن أي ضرر قد يسببه الفرد له وللآخرين.
والدعوة إلى العودة بحذر وأمان لا تزال مطلب الجميع والأخذ بالاحتياطات اللازمة أثناء العودة أيضا مهم ضمن خطة التعافي التي تسير فيها السلطنة وخاصة للعائدين من خارج السلطنة وتحديدا تلك الوجهات التي كانت تتجاهل الوباء أمام الحركة السياحة ولم تغلق حدودها لمن استطاع إليها سبيل، فالمرض لايزال يعيش بيننا حتى وإن ارتفعت نسبة المطعمين وقلت نسبة المنومين فهناك من يقاوم الألم وهناك من فقد غالٍ وهناك من يعيش الحجر الصحي وآخرون في الصفوف الأمامية لمواجهة كورونا، علينا أن نتذكر إن اجسامنا مساحة يتكاثر ويتمدد فيها فيروس كورونا حتى وإن لم نشعر به، لهذا ولكل ما سبق علينا أن نكون على حذر وأن نعود بأمان.