يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني – dailypr
غزو المسلسلات التركية إلى القنوات الفضائية العربية ساهم بشكل كبير في إنعاش السياحة التركية، ومن قبلهم كانت هذه التجربة الناجحة عبر المسلسلات المكسيكية والأسبانية، إلا أننا ما زلنا في انتظار تبني إحدى شركات الإنتاج الفني الإستفادة من هذه التجارب في عمليات الترويج السياحي عبر الدراما الخليجية التي تنشط بشكل هستيري في شهر رمضان من كل عام.
الإقبال على بعض البرامج السياحية عبر الفضائيات الخليجية محل قبول كبير، رغم إنها تعرض في وقت واحد بوجوه مختلفة وطرق متعددة، وأخذت تتطور مع الوقت بمشاركة بعض الوجوه الفنية، وربما حصدت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات نصيب الأسد من تلك البرامج ومن ثم سلطنة عُمان التي تمتاز بتنوع الأجواء السياحية فيها وتلبي جميع الأذواق على مدار العام.
أثناء الدراسة في مدينة بيرمنجهام البريطانية أخذونا في جولة نهاية الأسبوع للتعريف بالمدينة، وزرنا في جولتنا حوالي 3 مواقع مميزة ما زلت أتذكرها وكانت إلى كنيسة كاثوليكية مشهورة وقلعة أثرية بنيت في القرن التاسع مع كوفي شوب شبه حديث أخذ شهرة كبيرة، وكل هذه المواقع تم تصوير أحداث أفلام ومسلسلات عالمية ومحلية مشهورة أصبحت اليوم مقصداً للزوار من داخل بريطانيا وخارجها وعرفت المشاهدين بالمدينة وما تحتويه من مواقع تستحق زيارة السياح.
كثير من السياح يحرصون في زيارتهم لبعض الدول المشهور بإنتاجها الفني الغزير على زيارة مواقع التصوير، وأصبحت هذه المواقع خاصة في أوروبا مدرجة على جدول البرنامج السياحي وتطورت مؤخراً لتشمل زيارة بعض الملاعب التي تقام فيها المنافسة بين الأندية العملاقة أو زيارة الأندية للتسوق ببعض الهديا التي عليها تواقيع بعض المشاهير.
صناعة السياحة والاستثمار في هذا القطاع الحيوي ليس حصرياً على دول معينة، وإنما المجال مفتوح أمام الجميع لتقديم إبداعاته، والإستفادة من المواقع الموجودة عندنا، وتقديم التسهيلات من قبل الجهات المختصة لتكون متاحة أمام المنتجين والكتاب للإستفادة منها عند تصوير أعمالهم الفنية وتكون بمثابة الدعاية غير المباشرة عند بدأ عرضها.
مثل ما نجحت تركيا ومصر والمغرب والهند وفرنسا وغيرها من الدول التي تنافس سنوياً على السجادة الحمراء في مدينة “كان” من خلال إنتاجها الفني المتنوع الذي يصور سنوياً في مناطق مختلفة وتكون محطات لزيارة السياح بعد ذلك، يمكننا أن نستفيد من هذه التجارب ونحن الذين نمتلك العديد من المواقع التي ما زالت غائبة حتى عن الإعلام السياحي رغم تميزها وجاهزيتها لاستقبال السياح.