يكتبه: يعقوب بن يوسف البلوشي |
لعل أبرز ما يلفت نظر المترقب للعلاقات العمانية – السعودية، هي زيارة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد، لبحث تعزيز اوجه التقارب السياسي والاقتصادي ووجهات النظر في القضايا ذات الإهتمام المشترك، فقد بادرت المملكة العربية السعودية إلى توجيه دعوة للسلطان هيثم بن طارق لزيارة المملكة بعد مرور أكثر من سنة ونصف على توليه مقاليد الحكم في السلطنة، وتعد هذه الزيارة هي دعوة مفتوحة للتعاون الاقتصادي الجاد المبني على أرقام اقتصادية ومحاولة استغلال الفرص الاقتصادية استغلالاً أمثل بعد فترة سابقة مضت لم تكن بها المحاولة الجادة لتفعيل هذا التعاون المنتظر لعدة أسباب يدركها البعض المطلع على طبيعة البلدين وتكونهم الاجتماعي والسياسي والجغرافي.
وفيما يبدو ان الفترة المقبلة بدأت بخطوة ايجابية لتقريب الاهتمامات المشتركة والاهداف المستهدفة في اطار اقتصادي بحت يحقق تعزيزاً لأوجه النمو في قطاعات البلدين، فالاستفادة من التجربة السعودية في مجال التصنيع والخطوات المتسارعة في تطوير السياحة، والقفزات النوعية في تجديد القطاعات الاقتصادية، وقطاع الطاقة، وتوفير بيئة أعمال جاذبة هي تجربة ستسهم في تسريع وتي النمو الاقتصادي بالسلطنة إذا ما كان مدعوماً بقرار سياسي مشترك يصب في شكل جديد للمنطقة اقتصادياً عبر التعاون غير المحدود في المجالات كافة.
والجدير بالذكر ان طريق البطحاء ( بالسعودية)- عبري (بالسلطنة) سوف يخلق شرياناً لوجستياً واقتصادياً بين البلدين والذي يعبر أكثر التحديات حدة وهي صحراء الربع الخالي. فالنجاح في هذا الانجاز يعد مؤشراً ممتازاً على رغبة البلدين بالمضي قدماً لمزيد من التواصل عبر كافة القنوات المتاحة وإزاحة كافة العقبات التي تحول دون تحقيق ذلك، فرابط العلاقة السياسية متين وتعزز هذه العلاقة مزيداً من التعاون الاقتصادي المثمر في مجال نقل وتصدير النفط السعودي عبر بوابة ميناء الدقم وموقعه الاستراتيجي وهو المشروع المؤجل مسبقا لعدة دواعي بدأت في التلاشي، والدقم تعد المدينة الإقتصادية الخليجية الابرز إذا تم تفعيل الاستثمار الحقيقي بها وجعلها مركزاً استراتيجياً حراً لنقل الطاقة وتكثيف الصناعة وابرازها كمحور دولي يربط الشرق بالغرب.
آملنا المنتظر بالاستثمارات المتبادلة بين السلطنة والمملكة العربية السعودية هي بلا شك على جدول الزيارة الرسمية لسلطان عُمان، حفظه الله ورعاه، والتي يبادلها الملك سلمان بكل الجدية في تحقيق تعاون مثمر يصب في مصلحة البلدين العريقين وشعبيهما العزيزين، فكلنا أمل نحو تفعيل العلاقة الجادة بين البلدين.