يكتبه: حمدان بن علي البادي |
قبل ثلاث سنوات كنت في بيت هايدي في جبال الألب بسويسرا، المكان يزدحم بالسياح وكان بينهم شابين يرتديان جلابية نوم مخصرة، المتعارف عليها في السلطنة، وحتى يدللا على هويتهم قام أحدهم بوضع كمة عمانية على رأسه يعني “دشداشة نوم وكمة”.
قبل يومين مررت بالصدفة على حساب في السناب شات لمشهور عماني من ذوي الحسابات الموثقة بنجمة صفراء يجوب ميدان تقسيم في تركيا على سكوتر بدشداشة نوم وحتى يدلل على هويته كان لابس “غترة” ومعه آخرون وهم يملأون المكان ضجيجاً وربشة.
وغيرهم كثر نصادفهم في المطار والطائرة والأماكن العامة في السفر، أشخاص منا وفينا وبعضهم يلبس شورت “هاف” لا يصلح للاستخدام حتى في التمارين الرياضية، البعض يفعل ذلك من باب “جعروف ما معروف “وما لا يجوز في البلاد يجوز خارجها حتى لو ظهر أحدهم بوزار وفانيلة وهو يدير ظهره للكاميرا باتجاه ساعة بيج بن الشهيرة في لندن، والبعض يعتبر ذلك تحدياً لأصدقائه ومن باب الوناسة والانبساط في السفر.
طبعا للناس الحرية في سلوكياتهم وتصرفاتهم ولباسهم، والسياح وأصحاب المكان قد لا يهتمون بالملابس وإن وجد من يهتم سيعتقد أن ذلك من اللباس التقليدي للشعوب، ربما ننزعج نحن قليلا لأننا لم نعتد على هذه الدشداشة في الأماكن العامة واستخدامها بالعادة يكون في حدود البيت، هناك عرف متفق عليه في الملابس في كل مكان بالعالم ولكل مكان وزمان ما يناسبه من الملابس البعض يسافر للسياحه ببدل رسمية وربطة عنق ويرتديها في كل مكان والبعض ضمن وفود رسمية يحضر فعالية رسمية ببنطلون رياضة.
لهذا من المهم معرفة اختيار الملابس المناسبة للاستخدام في السفر وما يناسب كل حاله، ومن المهم أن يكون في سياق الحالة العامة للمكان ويتماهى مع بقية الحضور لا يلفت النظر ولا يعّرض نفسه للخطر . وفي كل الحالات جلابية النوم يجب ألا تكون ضمن الخيارات حتى لو كانت مخصرة وبألوان مزركشة وذلك من باب الذوق العام وملابس النوم هي للبيت وليست للأماكن العامة سواء كان ذلك في عُمان أو خارجها وهذا المتعارف عليه، وهذا ما نلزم به الآخرين حين يزورون بلادنا، والزي العماني الرسمي أنيق ويفترض يكون خياراً للذين لا يفضلون لبس السراويل بدلاً من أن يستعينون عنها بجلابية نوم وكمة.
وهذا بالطبع ينطبق حتى على ارتياد الأماكن السياحية في السلطنة وضرورة مراعاة الذوق العام ومن باب احترام المكان بتجنب ارتياده بدشداشة نوم أو بوزار وفانيلة.