يكتبه: د. رجب بن علي العويسي |
صلالة بلد الأصالة والتأريخ والحضارة كما هي عُمان العريقة الشامخة الأبية، جنة الله على أرضه، تتوشح في فترة الصيف بوشاح البساط الأخضر، في رذاذها، وعيونها المائية، وشلالاتها الجميلة، وجبالها المغطاة بالخضرة على امتداد رقعتها الجغرافية، وفي كل تفاصيلها محطات لتجديد الذات، وترقية النفس، وصفاء القلب حيث أجواء الأنس والسكن والاستمتاع والأمان والسلام.
ومع الاعتراف بما فرضته جائحة كورونا من تحديات اسدلت الستار على الترويج لخريف صلالة السياحي، ولقناعتنا بأن منظومة التطوير السياحي يجب أن تستمر لا يوقفها الوباء ولا يمنعها انتشاره، وأن جائحة كورونا محطة لالتقاط الأنفاس من أجل تطوير فعلي للمرافق السياحية بالمحافظة وإعلاء قيمتها السياحية، واستغلال فرص تعزيز السياحة التخصصية العلمية منها والطبية والدوائية والتعليمية والاستكشافية وتمكين الرياضات الأخرى الجبلية والبحرية والصحراوية من حضورها في خريطة السياحة الداخلية للمحافظة؛ إلا أن الواقع ما زال لم يتحدث بجديد، ولم يقدم مؤشرات واضحة حول مستقبل السياحة الموسمية في محافظة ظفار، وما زالت القراءة السياحية الرسمية مجرد أفكار ومعلومات في مجلدات ووثائق ولقاءات واجتماعات وتصريحات وقصاصات جرائد لم تصل إلى حيز التنفيذ، ولم تلتصق بجدار الممارسة إلا قليلا.
من هنا بطرح تساؤلنا، أين موقع خريف صلالة من خارطتنا السياحية؟، وهل سنصنع لخارطة عُمان السياحية قدم منافسة في الخريطة السياحية العالمية في ظل توجهات دور الجوار لتعزيز حضورها القادم في هذا القطاع؟، لتأتي اجاباتها في الحاجة إلى إحداث ثورة جذرية في السياحة العمانية، من حيث إعادة هيكلة المسار السياحي من جديد، ووضع التطوير السياحي أمام رؤية عمل وطنية جادة تخطيطا وتنظيما وتسويقا وتنفيذا، مع إعادة النظر في مسار العمل الحالي والهدر الحاصل فيه، وتفعيل كفاءة المرجعية الوطنية للسياحة منعاً من تشتت الجهود وتبعثر الاهتمامات وتداخل الاختصاصات وتشعب الآراء، لتصبح مسؤولة أمام جلالة السلطان والوطن والمواطن عن أي تقصير في أداء دورها ومسؤولياتها السياحية، مع التركيز على دخول القطاع الخاص والمواطن والاستثمار الأجنبي كشركاء فاعلون في المنظومة، محطات أرجو أن تصنع حضوراً قادماً لخريف صلالة ومواقعنا السياحية في خريطة السياحة العالمية.