يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني – dailypr
ربما يزداد عدد المستائين أكثر من الراغبين في السفر هذا الصيف بعد أن تفاجأوا بالإرتفاع الذي شهدته أسعار تذاكر السفر بنسبة تصل إلى 30% لبعض الوجهات بعد أن توقفت حركة الطيران السياحي العام الماضي بسبب تداعيات الجائحة، وإن عودتها الخجولة الآن وفق الاشتراطات المشددة للتباعد من أجل الحد من الإصابة بالفيروس الذي ما زال نشطاً في بعض الدول رغم تكثيف عمليات التطعيم.
ومن المصادفات أن يكون افتتاح بعض المطارات لعودة العمالة مع الراغبين بالسفر للسياحة مما أوجد حالة من الضغط على المقاعد المحدودة في الطائرات مقابل أضعاف أعداد الراغبين بالإستفادة من هذه الفرصة، حتى أن الكثير لا يملك أي خيار آخر غير القبول بالعروض المتاحة.
الأسباب التي بررتها شركات الطيران كثيرة وعديدة، بينها من تقبله المسافر فيما يخص توفير متطلبات السلامة من أجل رحلة آمنة وغيرها من تفعيل ما تقره منظمة السفر العالمية، وما رفضه خاصة بما يتعلق بتعويض الخسائر التي تكبدتها شركات الطيران خلال فترة الإغلاق التي فرضت عليها في سبيل الحد من إنتشار تداعيات الجائحة.
تقدم مكاتب السفر والسياحة الخدمة وهي واقعة بين ضغط المسافر للحصول على مقعد في أقرب رحلة بسعر مناسب، وشركات الطيران التي تفرض أسعاراً جديدة تصل الزيادة في بعض الوجهات حتى 50% مما يجعل التحديات كثيرة لإرضاء الطرفين في ذات الوقت. خاصة وإن الراغبين للعودة إلى أعمالهم أو الذين يودون قضاء إجازتهم في أوطانهم يتنافسون مع المواطنين الذين أخيراً سوف يتمكنون من السفر لقضاء الإجازة الصيفية في الخارج بعد أكثر من عام في الحجر الذي حرمهم من السفر.
هذه التحديات أحد أسبابها محدودية الطائرات العاملة لحد الآن، ومحدودية الرحلات المباشرة، وانخفاض الأسعار إذا كانت هناك منافسة بسبب تشغيل عدة رحلات بشكل يومي لنفس الوجهات، إلا أن هذا الأمر مفقود وليس كما كان في المواسم السابقة. كما أن معظم الطائرات القادمة أو المغادرة تحمل 70% من طاقتها الإستيعابية وفق الإشتراطات العالمية وهو ما يجعل الأمر فيه صعوبة، مع العلم بأن موظفي الحجوزات يعملون ساعات طويلة لإقتناص أي فرصة حجز مقعد على أي رحلة وتلبية حاجة زبائنهم.
ربما يكون هذا الإقبال الشديد على السفر بعد التقدم في عمليات التطعيم يعجل للتخفيف من القيود في بعض الدول لفتح المطارات لساعات أطول لإستقبال الرحلات حتى تتمكن شركات الطيران من تشغيل عدد أكبر من طائراتها المتوقفة لأكثر من عام وتنتظر ساعة الصفر للعودة كما كانت سابقاً.