يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني – dailypr
حظي قطاع السياحة البحرية في السنوات الماضية بانتعاش كبير، وأخذت البواخر العملاقة التي تجوب البحار والمحيطات تصل إلى منطقة الخليج محملة بالسياح من مختلف دول العالم. وأصبح لهذه السياحة الجديدة عشاق يتابعون كل المستجدات في هذا القطاع، والعروض التي تقدمها الشركات المشغلة للبواخر.
السفر البحري موجود منذ قرون، وكانت حدوده تنتهي عند الضفة أو الوجهة المراد الوصول إليها، وفي الغالب وقتها عدة ساعات وإن زادت ربما بضعة أيام وأسابيع بل وأشهر للرحلات التجارية البعيدة. وتكون الخدمات أثناء الرحلة البحرية في السفن الخشبية أو حتى الحديدية محدودة جداً، ويمكن أن تكون هناك بعض الفعاليات البسيطة جداً إذا ما كانت الرحلة طويلة بعض الشيء.
ومع التطور دخلت سياحة البواخر التي تمتلكها في الغالب شركات استثمارية عملاقة في أمريكا وأوروبا واليابان، ولها تاريخ طويل في عدد الرحلات التي قامت بها، وملايين المسافرين الذين استمتعوا بقضاء أيام وأسابيع وحتى أشهر على متن الباخرة المزودة بتقنيات التكنولوجيا الحديثة وبأرقى الخدمات التي يحتاجها السائح مع البرامج الترفيهية المتنوعة التي تجعل من الرحلة لا تنسى أبداً.
البواخر السياحية التي تصل إلى منطقة الخليج وتحمل السياح محل اهتمام من قبل القطاع الرسمي المشرف على السياحة في كل بلد، وتقدم لهذه الرحلات السياحية كل التسهيلات التي يحتاجها السياح من الجولات السياحية والتسوق وقضاء الأوقات وفق البرنامج المعد سلفاً لكل فوج سياحي.
في الآونة الأخيرة بعد بروز هذه السياحة بشكل واسع، نجد أن الخدمات التي تقدم في هذه البواخر تصل إلى مستويات متقدمة وراقية جداً بما يعادل خدمات الفنادق 5 و 7 نجوم، وتدخل في مسابقات عالمية للحصول على تصنيف عالمي مميز يجعلها في مقدمة المنافسين، لتحصل على موقع الرسو على أرصفة موانئ مختلف العواصم في الفترة من أكتوبر حتى أبريل من كل عام بالنسبة لدول الخليج.
والكثير من المرشدين السياحيين تطور عملهم كثيراً بعد العمل مع الأفواج السياحية القادمة من على ظهر البواخر السياحية، حيث يفضل الكثير من السياح المرشد الوطني على الأجنبي خاصة إذا ما كان يلبس الزي الشعبي العربي.
من جانب آخر بلغ الدخل المالي من وراء هذه السياحة 29 مليار دولار في أمريكا، وقد سافر حوالي 19 مليون سائح منذ مطلع القرن العشرين، ودخلت البواخر في منافسة شركات الطيران وهي مستمرة بشراسة بعد أن أعلنت كبرى الشركات العملاقة المصنعة للبواخر السياحية بأنها بصدد تصنيع باخرة سياحية عملاقة يزيد عدد طوابقها على 20 طابق، ويستغرق تصنيعها أكثر من 10 سنوات.