يكتبه: يوسف بن أحمد البلوشي |
السياحة صناعة مثلها مثل أي صناعة أخرى تقوم على مقومات ودعائم أساسية، منها الموارد الطبيعية التي تملكها الدولة، والموارد البشرية، وأيضا رأس المال الذي يسهم في دعم هذه الصناعة.
والكثير من الدول تملك كل هذه المقومات لكن بعضها غير قادر على تعزيز صناعة السياحة بشكل حقيقي لتشكل له مورداً مهما وتنويعا لمصادر الدخل وتوفير فرص وظيفية للباحثين عن عمل.
لذلك السياحة صناعة لا يدركها الكثيرون ولا يعرف كيف يقود هذه الصناعة لتتبوأ مكانتها، لأسباب عدة منها الخوف من الانفتاح، وضعف الاستثمار، وغياب الرؤية المستقبلية واقعاً وليس ورقياً. فمع وجود الاستراتيجية ورقيا، لكنها لا تنفذ على أرض الواقع. السير على منهج بطيء يجعلك تتفكر حول أسباب الضعف الذي يصيب هذه الصناعة المهمة التي تسعى العديد من الدول لان تخلق صناعة سياحية من لاشيء. بعضها لديه شواطىء جعل منها منتجعات واستثمارات، وآخرين لديهم جبال فحولوها إلى مزارات والبعض لديه رمال ناعمة فحولها إلى مخيمات سياحية، ولديه بيوت أثرية فحولها إلى مطاعم ومقاهي ومتاحف ونزل تراثية. كل ذلك من أجل صناعة سياحية تثري بلده وشعبه وتعزز اقتصاده.
نعم لدينا كل المقومات لكننا غير قادرين على صناعة سياحة حقيقة تشكل مورداً مهماً لاقتصادنا الوطني وتكون عاملاً فاعلاً في تنويع مصادر الدخل وتشغيل الشباب العماني وجذب الاستثمارات. لم نعرف كيف نصنع سياحة بكل هذه المقومات ولا نزال نصر إصراراً على ما يعرف بسياحة النخبة أو سياحة الاثرياء وهذه للأسف لا تصنع سياحة في بلد يحتاج إلى موارد دخل كبيرة مستقبلا لمواجهة عواصف أسعار النفط التي تجعل من اقتصادنا العيش على مورد وحيد قد ينضب يوماً ما بينما نحن نملك كل المقومات والموارد لصناعة سياحية قد تبهر العالم إذا أدركنا قيمتها الحقيقية لهذه الأرض بتاريخها وعطاء إنسانها وما حباها الله من تفرد جيولوجي وطبيعة وشواطىء ورمال، وتراث خالد، ولكن لم نحسن استثمارها من أجل هذا الوطن وشعبه.