مقال| إعلام السياحة الخجول

يكتبه: د. رجب بن علي العويسي|

مع اكتشاف العالم المتقدم والنامي لما يمكن أن تؤسسه السلطة الرابعة من تحولات في المنظومة السياحية، لذلك اتجه الإعلام فيها إلى إعادة إنتاج بنيته الهيكلية والتنظيمية، وتطوير برامجه الموجهة للسياحة، وإيجاد مساحات أوسع ومسارات متعددة لنقل صورة السياحة الوطنية إلى الخارج، بعد تأصيل قيمتها وثوابتها في الداخل، وخلق اعتراف واهتمام مجتمعي أصيل يعبر عن ما تعيشه المنظومة السياحية من تطور وازدهار، وفق مؤشرات واضحة ودلالات مثبتة، وعبر تعزيز منصاته التسويقية والترويجية المبتكرة المعبرة عن صدق التغيير، مراعية الخصوصية التي تعيشها الشعوب وأولويات الاهتمام لديها، في تعزيز السياحة الوافدة، مع استحضار رغبات المواطن السياحية جنبا إلى جنب مع التسويق السياحي الخارجي.
ومع الإيمان بأهمية الإعلام ومنصاته المختلفة وفنونه المتنوعة، والنكهات الجديدة التي باتت تضيف إلى اعلام السياحة أبعاداً نوعية في تحقيق الجذب والاستثمار السياحي، والحوافز السياحية، إلا أن واقعنا السياحي الوطني ما زال خجولا في مهمته، بشهادة القائمين على السياحة، فبدلاً أن يكون الإعلام الوطني فرصة لتقديم صورة مكبرة حول المنجز السياحي للمواطن والمقيم والسائح الوافد والمستثمر الدولي،  يعايش حالة من الرتابة والسطحية في دوراته البرامجية الموجهة للسياحة – إن وجدت- ، ناهيك عن قدرته على صناعة مسار تسويقي يعتمد عليه.
ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أنه على الرغم من القناعة الوطنية بأن السياحة نهج يتسم بالاستدامة والتكيف مع ظروف الواقع وأحواله ومناخاته، إلا أنه من المؤسف أن يأتي وقت الصيف وما زالت البرامج الإعلامية الموجهة للسياحية تعيش دائرتها المغلقة، فلم تحرك ساكنا أو تُظهر خصوصية هذا الوقت من العام كأقل تقدير في التوسع في دورتها البرامجية الصيفية.
من هنا تأتي الحاجة إلى إعادة مسار الإعلام في صناعة السياحة، وتأكيد حضوره في مختلف مراحل التطوير السياحي، وتمكين الشباب العماني من توظيف الفرص التعليمية والتدريبية والخبرات والتجارب والمواهب الشخصية والاتجاهات التي يمتلكها نحو السياحة، من انتاج الأفلام السياحية القصيرة والبرامج التسويقية المتنوعة، والأفكار المروجة للسياحة في سبيل اثبات موقع قدم وبصمة حضور للإعلام الوطني في صناعة السياحة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*