يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني
يعتقد البعض أن مهنة الإرشاد السياحي يمكن أن يشغلها أياً كان، أوكل من يملك بعض الصفات الشخصية التي تجعل منه لا يخجل من مسك المايكرفون أمام جمع من الناس ويخاطبهم بلغته الأم أو حتى باللغات الأخرى متناسين أن هذه المهمة لها إشتراطات خاصة جداً، وبعضها عالمي تمنح عليه شهادة خاصة تؤهله للعمل في بعض من المواقع المرموقة.
والاشتراطات التي تفرضها الجهات السياحية المعنية بعضها شديد جداً لم تأتِ من فراغ، وإنما من أجل الإرتقاء بهذه المهنة، وكل من يرغب في ممارستها يتصف بعدة صفات تبدأ من الإيمان برسالة عمله حتى تكون داعمة له عند الأداء، ومقبولة عند من يستمع إليه من دون غيره، وإن كل حرف وكلمة لا يمكن التشكيك فيها أو جدال لأنها صادرة من لسان شخص أوكلت له الجهات الرسمية بأن يكون سفيراً لوطنه في الداخل والخارج.
الجامعات، والمعاهد الأكاديمية تقدم مناهج نظرية، وتعززها بالممارسة العملية ولن ينجح في هذا التخصص من دخله دون رغبة أو قناعة بما سوف يقدمه، وإن علامات النجاح عديدة تبدأ في صقل الشخصية بروح خاصة تتسم بالإبتسامة الجادة، والثقافة العامة، وحسن التصرف مع قوة علاقات في التواصل وسعة الصدر، والصبر مع الحلم عند الغضب مع إجادة اللغات الأخرى والرغبة في تطوير نفسه، ومتابعة المستجدات الدائمة، وهذا طبعاً قليل من كثير.
الكلمة التي تخرج من المرشد السياحي أمانة كبيرة، ويجب أن يؤتمن من يحمل هذه الرسالة التي تحفظ نقل التاريخ من دون إضافة أو نقص تؤثر على كل المجريات التي كانت، ولا تبالغ بإضافة تلميعات لا أساس لها من الصحة أو تشويه للحقائق في ظل عالم مفتوح نعيش فيه ويمكن لأي معلومة غير واقعية أن تنكشف سريعاً. وتعرض من قدمها للمسائلة القانونية.
الذاكرة الجيدة مطلب في غاية الأهمية، وسرعة البديهة تساعد المرشد على الإجابة على جميع أسئلة السياح، وتصحيح أو توضيح المفاهيم أو اللغط إن وجد فوراً، لأن ترك هذا الأمر بدون تدخل أو إنقاذ يعني بأن المهمة الأساسية في رسالة المرشد سفير وطنه لم تكتمل، ويحتاج إلى المزيد من التدريب للتأهيل على تحمل هذه الرسالة التي تشمل التاريخ، والترويج، والتسهيل والمساعدة وغيرها من أمور تقدم للسياح للخروج بإنطباع سعيد يجعلهم يجددون التجربة من جديد.