يكتبه: محمود النشيط | إعلامي بحريني
العام 1977 حدد فيه المجلس الدولي للمتاحف “الأيكوم” 18 مايو للإحتفال باليوم العالمي للمتاحف لما له من أهمية كبيرة لزيادة الوعي بأهمية رسالة المتاحف باعتبارها الذاكرة الحية للشعوب، وإتاحة الفرصة للمختصين في هذا القطاع للتواصل مع الجمهور من الجانبين الرسمي والأهلي الذي أخذ في التطور عاماً بعد عام.
الآن يوجد أكثر من 30 ألف متحف مسجل رسمي في 129 بلداً، حسب الإحصائية العالمية في العام 2012، وبلا شك زاد هذا العدد كثيراً الآن حتى أصبح صوت الكثير من القائمين على المتاحف الشخصية عبر مختلف الوسائل الإعلامية يطالبون من الحكومات الأهتمام بهم، والإلتفاف إلى دورهم الحيوي في تطوير المجتمعات والمحافظة على أرث ثمين لا يقدر بثمن.
المتابع للتطورات التي شهدتها المتاحف العالمية كان آخرها ما حدث في جمهورية مصر العربية التي أنفقت الملايين للإحتفال بنقل مومياوات ملكية في موكب مهيب على مسافة 7 كيلومترات من متحف التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية الجديد بالقاهرة وكان في استقبالهم الرئيس المصري شخصياً، وبحضور رئيسا منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) ومنظمة السياحة العالمية وسط إهتمام إعلامي كبير تأكيداً لدور المتحف والسياحة في الدعم الاقتصادي.
هذه المؤشرات تبين للرأي العام بأن المتاحف وجدت ليس فقط لاستقبال السياح لبضع ساعات تعرض عليهم النفائس والمقتنيات الأثرية الثمينة خلال زيارتهم للبلد، وإنما الرسالة التي تقدمها في كل بلد كبيرة وعظيمة، وإن الإهتمام بالمتاحف مهما أختلفت مساحتها والتقنيات المستخدمة فيها أو محتوياتها المختلفة ونذرتها تظل قيمتها الكبيرة لا تقدر بأي ثمن لأنها ثروة وطنية عزيزة على من سخر حياته لجمعها والحفاظ عليها طيلة كل هذه السنين أو توارثها جيلاً بعد جيل.
دعوة صادقة نوجهها إلى الجهات المعنية بهذا القطاع مهما أختلفت تسمياتها من بلد إلى آخر، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي التي أخذت فيه المتاحف الشخصية بالإنتشار بشكل ملفت، وتحتاج إلى مد يد العون والمساندة لها للصمود، وعدم الإندثار كما أندثر البعض منها بسبب التكلفة التشغيلية وعدم الإهتمام الرسمي بها من ناحية الدعم أو تسليط الضؤ الإعلامي عليها مع العلم بأن الغالبية من هذه المتاحف ترحب بالزائرين مجاناً.