بقلم يعقوب بن يوسف البلوشي| في المجمل العام، إن إسباغ الأماكن بمنحها قيمة سياحية يجعل منها ذات قيمة مادية، وبالتالي تشكل منظومة إقتصادية، وهي بطبيعة الحال الدورة البسيطة في علم الاقتصاد السياحي، وكيفية تحويل المنتج السياحي إلى ماكنة تدر المال لصاحبه سواء أكان هذا المنتج السياحي نشاطاً بحرياً، أو قلعة، او طريقاً، او منظراً خلاباً، او منشأة فندقية، أو هدايا تذكارية، او طعام. ولو تمعنا بالنظر في كيفية منح الأشياء قيمة إقتصادية، نجد في قطاع تصنيع الفخاريات مثا ًلا بسيطاً، انطلاقاً من مقولة «يحول التراب إلى ذهب»، فقد نجد لدينا العديد من الحرفيين يمارسون تحويل التراب إلى قيمة تراثية ثم إلى قيمة اقتصادية يستفيدون منها ويفاد بها الآخر، فمن الطين البسيط والماء يصنع الحرفي اشكا ًلا عديدة من الفخاريات والتي تزين العديد من مداخل الفنادق والبيوت والمؤسسات العامة، وكذلك باتت تلك الفخاريات تدخل كأوانٍ في قطاع صناعة الحلوى وجحال لشرب الماء وتحولت أيضًا إلى هدايا تذكارية متنوعة أثرت من نوعية وكمية المنتجات المحلية التراثية، وفعليًا فإن إضفاء القيمة السياحية على الأماكن والمواقع ذات الصفة السياحية سوف يشكل قيمة إقتصادية جيدة لها وستساهم في تطويرها ونمو المواقع المحيطة بها، ولو نظرنا إلى موقع شاطئ فنس سنجده أحد أفضل المواقع لمشاهدة القمر مكتم ًلا بشكل شهري لمدة 3 أيام متتالية وفي حالة تم استغلال هذا الموقع وتطويره من خلال توفير وتأجير مناظير مكبرة لمشاهدة بزوغ القمر وايجاد بعض الفعاليات المصاحبة وتأجير الكرفانات المطلة على البحر لتشكلت لدينا منطقة جذب جديدة تبعد عن مسقط ساعة ونصف مما سوف يسهم في نشاط السياحة المحلية، ولنا في تطوير النزل التراثية مثا ًلا جيداً من خلال إحياء الحارات القديمة والمحافظة عليها من الاندثار، فض ًلا عن إبراز الحقب التاريخية للمنطقة وتسليط الأضواء عليها، وتوضيح تدرج مراحل العمران العُماني عبر العصور، وكذلك الاستفادة منها عمليا وماديا بحيث نشطت أيضا مسارات المشي الجبلي في محاكاة للمسارات التي سلكها الاجداد، بالإضافة إلى أنه تم تهيئة عدة مناحل للزيارة وتجربة تذوق العسل الطبيعي في بيئته في المنحل الخاص بالنزل التراثية، وبالتالي تشكلت لدينا منطقة جذب بها أنشطة يمارسها السائح ومنتج سياحي مختلف بالإمكان إدراجه في المنتج السياحي العام للسلطنة.