مقال| عيد ومطر

  
يكتبه: حمدان بن علي البادي |

 الأمطار الأخيرة أعادت للأودية حياتها من بعد المحل، وجددت شريان الحياة في البعض الآخر وهي كفيلة بأن تنعش حياة الناس وتبعد عنهم ضغوطات “كورونا” وتداعياته وتشكل لهم مورداً سياحياً مهماً لأيام معدودة تنشط فيها السياحة المحلية ولن تحول قرارات اللجنة العليا من وصل الناس إلى تلك الأودية ما ظهر منها للعامة وما خفي ونسأل الله السلامة للجميع. 

مع المطر كل شيء يحلو وعن الغيل ماشيء بد حتى لو الجو ساهوب، ومن الصعب مقاومة الأودية وفيها خير من الله، والناس كانت مشتاقة للمطر وريحته وطبيعي وجهتهم ستكون صوبها، يستأنسون بالماء وقد فرشوا بساطهم وأقاموا ولائمهم  على ضفافها، والبعض نصبوا ظواغيهم “للصد” يستشعرون نعم الله ويوثقون هذه اللحظات في ذاكرتهم بكل تفاصيلها وقلة منهم سيتركون مخلفاتهم قبل مغادرة المكان من دون أي إحساس أو ضمير.

الأودية في السلطنة واحدة من الوجهات السياحية المحلية التي تناسب الجميع ومن السهل الوصول إليها وخاصة الغيلية التي  تكون مصباً لعدد كبير من الأودية الفرعية، وفي السنوات الأخيرة ظهرت مجموعة من الهواة والمؤسسات الصغيرة المختصة في سياحة المغامرات وقاموا بدور بارز في تنشيط سياحة الأودية يأخذون السياح في تجارب سياحية لاستكشاف البرك المائية التي تختبىء بين الأودية والجبال وينزلقون في مسارات الماء وهو ينساب باتجاه تلك البرك يسلكون الدروب الجبلية التي تفضي بهم لتلك الأودية والحياة المحيطة بها وفي أحيان كثيرة يعيدون رسم دروبهم الخاصة وتقديمها للسياح بصورة جميلة.    

وعُمان غنية بالأودية المتنوعة بطبيعتها وتكويناتها ووفرة المياه التي تنساب فيها طوال العام حتى في الأيام الجافة ولأن الماء شريان الحياة فطبيعي أن تكون وجهة الناس صوبها حتى لو كان في البعض منها خطورة على الأطفال والحذر مطلوب من الجميع في كل الأحول وهذه الأيام أيام عيد الفطر والناس محتاجة لتغيير جو وهم أدرى بمصلحتهم وصحتهم وسلامتهم وأكيد في بالهم الابتعاد قدر الإمكان عن الأودية المزدحمة حتى لا تتدخل الجهات المختصة وتفض الجلسة وتخرب جو الطلعة على الكل.   وفي الأخير لا نريد أن نذكر بأهمية النظافة حتى لو الوادي ما فيه “دارم كشرة”، وكما يقولون “الوادي وادينا والبلاد بلادنا” وواجب علينا أن نحافظ عليهم وكل عام وأنتم بخير.  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*