يعقوب بن يوسف البلوشي |
مهما يوجد لدى الإنسان من إمكانيات وممتلكات مميزة فإنها تبقى في المتر المربع الخاص به فقط ولا يستفيد أو يستفاد منها كونه مستمراً في اخفاءها عمداً، لعدم سعيه لتسويق نفسه جيداً بإمتلاكه لتلك الإمكانيات والمهارات وبالتالي يفقد القيمة الإقتصادية لتلك الإمكانيات مع مرور الوقت.
هو الحال بالنسبة لبلد يمتلك من الإمكانيات والمناطق السياحية الطبيعية الساحرة والتنوع الجغرافي المميز، والأودية والعيون الطبيعية، والشواطىء البكر، والجبال الشاهقة، وكثبان الذهب، ومواقع مراقبة النجوم، والمحميات الطبيعية، والشواهد التاريخية، والمواقع الأثرية والبنية الأساسية الواسعة ولكن جميع هذه الإمكانيات راكدة اقتصادياً وبدون أدنى استغلال ايجابي والذي قد يعود بالمنف الواسعة على عدة قطاعات، فالمنتج السياحي العُماني ما زال مُخبأً، ولا ندرك هل هو عن قصد أو غير قصد، ولكن ما ندركه أن القصور في تسويق هذه الإمكانيات سياحياً والاستفادة منها في تنشيط الإقتصاد هي مسؤولية الجهات المعنيّة وهي مقصرة بطبيعة الحال، ففعلياً نجد أنفسنا في ذهول من عدم معرفة البشر في أقطار مختل عن وطننا عُمان ولا عن امكانياته السياحية والطبيعية والتاريخية، وهو ما يجب أن نعمل عليه بجد ومثابرة من خلال التسويق الممنهج والمبتكر للسلطنة والإمكانيات الجيدة فيها من خلال الدخول في سباق التسويق الدولي وصراع المؤسسات العالمية للترويج عن الوجهات السياحية.
ةفعلينا ألا نكتفي بنظريات المدرسة القديمة الخائفة من تقديم السلطنة دولياً عبر بوابة السياحة، وعلينا أن نتجاوز فوبيا السياحة والنظرة السلبية لها، بأنها تأتي بعواقب سلبية على شكل مخربين للأخلاق، وممارسين الرذيلة، وهادمين للتماسك المجتمعي، وداعين للمنكر..!.
فالسياحة في أشكالها المختلفة تتنوع ولها أوجه عديدة ايجابية وتعود بالمنف الاقتصادية على من يتبناها فعلياً، علينا أن نتجاوز الخوف بداخلنا وننطلق في هذا العالم الاقتصادي المتطور بسرعة وأن نقدم أنفسنا بشكل لأئق اقتصادياً للأخرين من الدول فما نملكه حقيقةً يمثل ثروة مهدرة سوف نكون مسؤولين عن إهمالها أمام الأجيال القادمة مستقبلاً.