حمدان بن علي البادي |
استبشرنا خيرا في الأيام الماضية بتوفر لقاح لفيروس كورونا، وبدء العد التنازلي لعودة الحياة إلى سابق عهدها، لكن يبدو أن الفيروس قد طوّر من إمكانياته وعاد يهدد حياة الناس لنعود إلى نقطة البداية ومعنا تجربة عام من الخوف والحيطة والحذر والتباعد الاجتماعي تجربة كفيلة بأن تجعلنا ندرك خطورة ما يدور وضرورة إتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة عن اللجنة العليا للتعامل مع الجائحة والبحث عن أقرب مركز صحي يوفر اللقاح.
مع الأيام بدأنا كأفراد نتخلى عن الكثير من الاحتياطات والتدابير اللازمة التي تبقينا في مأمن من شر هذا الفيروس وفقدت الأرقام التي تصل إلينا أهميتها ولم تعد تشعرنا بذلك الخوف والهلع ويبدو إن القرارات الصعبة التي تمس قطاعات كثيرة في طريقها للتطبيق كإجراءات احترازية إن لم نلتزم وندرك أن الوباء لا يزال يعيش بيننا والتخلي عن بعض عاداتنا كمبادرة منا للإسهام في الحد من انتشار وعودة تفشي الوباء.
هذه الأيام نعيش فترة الحظر الجزئي بغلق كافة الأنشطة خلال الفترة المسائية في دعوة واضحة وغير إلزامية من اللجنة للبقاء في البيت، معولين بذلك على الوعي المجتمعي المكتسب بعد عام من الأوقات الصعبة التي مر بها العالم، وهذا الإجراء سيلقي بأثره على شريحة واسعة من الأفراد والتجار واقتصاد البلاد وبالتالي يجب أن نقدر أهمية لبس الكمامة والتباعد المجتمعي والبقاء في البيت دعما لهذه الجهود بعيداً عن تجمعات الأصدقاء وملاعب الترتان التي لا تزال تعمل حتى ساعات متأخرة من الليل وغيرها الكثير من الأنشطة والسلوكيات التي تكسر الاحتياطات بعيداً عن عين القانون.
وفي الأخير هذه الأيام ستمر وعلينا بالصبر وتأجيل كل الخطط غير المهمة إلى وقتها المناسب مجددين ثقتنا بالجهود التي تبذلها اللجان العاملة في مواجهة هذا الوباء مستشعرين لأهمية وضرورة أي إجراء حتى وإن كان يتعارض مع مصالحنا الشخصية وإن التزام كل فرد منا هو جزء من التزام الجميع ومسؤولية يجب أدركها حتى نصل لمرحلة التعافي الكاملة وعلينا بالنية الطيبة والمبادرة لأخذ اللقاح حال توفره.
نسأل الله أن يحفظ الجميع وأن تمر هذه الأيام ونحن بخير.