مقال | تجارب من الحياة للسياح

بقلم: حمدان بن علي البادي|

  تخيل أن تتاح لك الفرصة لحجز رحلة تخرج فيها بصحبة قطيع من الماعز أو الإبل على سبيل المثال وتأخذها إلى الجبال حيث المرعى وتكون مسؤولاً عنها حتى لا تشذ عن القطيع وعليك أن تعود بها في نهاية اليوم إلى العزبة، هل لك أن تتخيل ذلك؟    

لدينا في السلطنة الكثير من الأنشطة الحياتية التي تزخر بالتفاصيل الصغيرة الممتعة والتي  تشكل أهمية للآخرين وتصنع يومهم بكمية من المعرفة والمتعة، هذه الأنشطة من الممكن استثمارها في إثراء التجارب المعرفية للمهتمين من السياح بثقافات الشعوب ونمط معيشتهم وحياتهم وحرفهم وفنونهم وأكلاتهم وغيرها الكثير من التجارب ونمط الحياة التي تشكل هوية الشعوب وثقافتها.   

 حاليا بعض التجارب يقتصر حضورها على المهرجانات أو أثناء زيارة بعض مشاهير التواصل الاجتماعي وخاصة من يزورون السلطنة بهدف الترويج السياحي وهي عروض مجانية والسؤال الذي يمكن أن نثيره في هذا المقال ماذا لو استثمر أصحاب المهن والفنون والصناعات اليدوية والتقليدية في السلطنة جزء من وقتهم لاستقبال الزوار وإطلاعهم على تفاصيل الأنشطة اليومية التي يعيشونها وفق أوقات محددة بحجوزات مسبقة مدفوعة الثمن. 

 في السلطنة بعض التفاصيل اعتادتها عيوننا، ولم نعد نراها ذات قيمة تستحق الاهتمام، في شرق آسيا على سبيل المثال، تحظى مزارع الأرز ومناحل تربية العسل بنسبة كبيرة من الزوار وفي إندونيسيا تحديدا يقف السياح في طوابير لمتابعة حيوان اللواك وهو يستخرج فضلاته ويشاركون في جمعها لاستخراج واحد من أجود أنواع القهوة. وفي أوروبا يتاح للسياح فرصة زيارة مصانع الشوكلاته والاطلاع على مراحل الإعداد والإنتاج والتاريخ المرتبط بها وفق مجموعات محددة وحجوزات مسبقة مدفوعة الثمن وغيرها الكثير من التفاصيل ويتعدى الأمر في بعض الأنشطة إلى توفير دورات تدريبية قصيرة للزوار .  

مثل هذه التجارب تزدحم بالتفاصيل التي تشكل أهمية لبعض السياح ولها محبيها، وفي السلطنة الكثير من التجارب والأنشطة التي تستحق أن يستثمر فيها وتتاح للسياح من داخل السلطنة وخارجها، على سبيل المثال صناعة الحلوى تاريخها والثقافة المرتبطة بها.  أيضا بعض المهن والحرف والفنون التي تتفرد بها السلطنة كصناعة الخناجر والفضيات، صناعة الفخار، تربية العسل وتضمير البوش، كل هذه القطاعات لها مريدوها ومحبيها والكثير من دول العالم تشجع رواد التجارب على استثمار تجاربهم سياحيا من خلال تخصيص ساعة محددة في اليوم أو الأسبوع بحيث تكون متاحة لهم بطريقة منظمة حتى لا تؤثر على سير العمل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*