مقال| المشروع السياحي للمواطن وعقدة الإجراءات

د. رجب بن علي العويسي |

لم يكن من اليسير للمواطن الراغب في القيام بمشروعه السياحي أن يستمر فيه في ظل سلسلة طويلة من الإجراءات المعقدة والمتشعبة التي ترهق كاهله، وتؤخر طموحه، وتزيد من تذمره، وتردده على الوحدات الحكومية، مستهلكة وقته وجهده، لتغير التعقيدات مزاجه، وتعصف بأفكاره، وتقف في وجه طموحه.

ومع الإدارة الالكترونية ظلت عقدة الإجراءات على أشدها، ولم تصل إلى مستوى التوقعات، ولم تغفر للمواطن إزالة العقبة بين موطن عمله وسكنه الحالي وتنفيذ مشروعه في إحدى المحافظات من أن يقدم  مستنداته في موقع اقامته الحالي ؛ بل عليه أن يتردد إلى الجهات الحكومية بالمحافظة التي يرغب إنشاء مشروعه السياحي فيها، كما أن إجراءات المشروع السياحي لا تنتقل تلقائيا في صورتها الالكترونية بين هذه الوحدات من دون حضور المواطن، في إجراءات معقدة، وبيروقراطية قاتلة، وعمليات إدارية متكررة، وهدر واستنزاف للطاقة والجهد الذاتي.والسؤال لماذا لم يتم الاستغناء عن هذه الإجراءات الطويلة غير المبررة بوجود منصة الكترونية تنضم تحتها كل المؤسسات ذات العلاقة بالمشروع السياحي “المنصة السياحية” تبدأ مع تقديم المواطن لمشروعه السياحي مدعما بكل المستندات المطلوبة ودفع المبالغ المقررة لتنفيذ الخدمة لحين الانتهاء والحصول على الترخيص السياحي؟.

لقد أدت عقدة الإجراءات إلى تقليل حافز الدافع لدى المواطن بتنفيذ المشروع، لذلك كان مصيره التراخي بعد استنفاذ المدة واتساع الفجوة بسبب تعقد الإجراءات وكثرة الطلبات الإضافية التي لم يكن على علم بها، بإجراءات لا قِبَل له فيها، ولا حاجة له إليها، ولا يهمه أمرها، إذ لا تعنيه الإجراءات الداخلية بين المؤسسات بقدر حصوله على الترخيص، معتمداً من كل الجهات، مكتملاً غير ناقص، حتى يقف على أرضية صلبة يستطيع من خلالها أن يدير مشروعه السياحي بكل ثقة واطمئنان وسلاسة، وعزيمة وإرادة وحماس وتفاؤل بأنه سيصل إلى هدفه ويدير مشروعه باحترافية. فإلى متى ستظل الاجراءات النفق المظلم الذي يسيء إلى الوطن وموارده ومواطنيه ويقلل من فرص الحافز للمواطن للاستثمار في وطنه في إجراءات سلبت منه حق الأمل وحافز العمل ورغبة المبادرة؟.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*