بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي |
يبدو أن توجهات المنظمة العالمية للسياحة سوف تتغير مستقبلاً خاصة مع ما خلفته جائحة كورونا “كوفيد 19” من تأثيرات وأضرار على هذا القطاع الحيوي بشكل غير متوقع.
فصناعة السياحة في المستقبل القريب لن تقيّم بالكم حول أعداد السياح، بل ستقّيم بالكيف حول ما يقدم للسياح من خدمات ومدى جودتها أو تطويرها تكنولوجياً، هذه التوجهات تضعنا أمام مسؤوليات كبيرة خلال المرحلة المقبلة من حيث تغيير منهجية عملنا، ورغم أن السلطنة كانت ولا تزال حريصة على الكيف من حيث أعداد السياح طوال الفترة الماضية، من خلال سعيها لاستقطاب سياح النخبة، على حسب تعبيرات المسؤولين وتوجهاتهم، لذلك كانت أعداد السياح لا تتجاوز 3 ملايين، ومع “رؤية 2040” لن نتجاوز 6 ملايين سائح، ورغم أنها أرقام قليلة مع ما تمثله السياحة العمانية بمفرداتها ومقوماتها وطقسها الجاذب بين مختلف المحافظات ليشكل لدينا بيئة سياحية طوال العام، إلا إن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على الكيف، حول ما يمكننا أن نقدم لهذه الأفواج السياحية، حتى يعيشوا بيننا فترة زمنية محددة قد لا تتجاوز أسبوعين مثلا، وحتى نستطيع أن نستفيد من هذه الفئات كونها تعيش وسط بيئتنا وتستغل شواطئنا ورمالنا وتزور أسواقنا وتتشمس تحت أشعة شمسنا الدافئة.
هذا الأمر أيضا ينطبق على السائح المحلي، ماذا تقدم له المنتجعات والفنادق خلال اقامته فيها، حتى يعود لها مرة أخرى، هل مجرد غرفة فندقية ومطعم يقدم وجبات غداء وعشاء، وعروض لا يسيل لها لعاب السائح، ليكون نزيلا دائماً لهذا المنتجع أو الفندق أو تلك الوجهة السياحية. بكل تأكيد هناك متغيرات جديدة ستصاحب السياحة ما بعد جائحة كورونا، وسيظل الخوف ملاصقاً للسياح الذين سيصبحون في حالة توجس وحذر، لذلك يجب أن نغير من منهجية العمل لتتواكب مع هذه المتغيرات والتوجهات حتى نحظى بنصيب وافر من السياح في المستقبل.