حمدان بن علي البادي |
نرى بين الحين والآخر تغريدات فيها استياء من الإجراءات البيروقراطية التي تعرقل جهود المستثمرين ورغبتهم في الاستثمار بمشاريع تدعم السياحة، بعضهم يتحدث عن أفكار رُفِضت وآخر يصدِر بياناً يوضح فيه ملابسات المشروع الذي ذهب مع الريح، وثالث يطلب من الحكومة المال والشركاء لينفذ المشروع وقد غاب عن باله أن من يملك المال سيستثمره من دون وسيط.
البعض اتخذ من الجهات الحكومية شماعة ليبرر بها فشل تلك المشاريع وقد جَيَّش الجمهور للتضامن معه وهذه الجهات تقابل تلك البيانات بالصمت ولا تحرك ساكناً لتنفي التهمة عن نفسها إن كانت هناك تهمة في الأصل، ويترك الجمهور ليضيع بين تأويلاته وتحليلاته الشخصية وفقا للمعطيات التي يراها .
قرأت تغريدة لشخص يقول “أريد فلوس وشركاء وأنا مستعد افتح مشروع” لم يقلها من باب السخرية، فقد كان جاداً فيما يقول، ومثله كثيرون يتحدثون عن مشاريع سياحية توجد مخططاته في عقولهم فقط ويرفضون توصيفها على الورق حتى لا تتعرض للسرقة لحين إيجاد الجهة الممولة للمشروع وهناك من لدية الإمكانية وجاهز بفكرة ومخططاته وأمواله لكنه يضيع وسط سلسلة من الإجراءات الطويلة ونحن كجمهور “نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً”.
نُقَدِر الإعلان المسبق والحملة التسويقية المصاحبة والمخططات التي تأتي بالعادة لجذب مستثمرين كشركاء وللحصول على سيولة مالية وفي أحيان كثيرة للضغط على الحكومة للحصول على تسهيلات وغيرها من المزايا، لكن بما أن الكثير من المشاريع السياحية تختفي بعد الإعلان عنها ولأسباب كثيرة فمن الأفضل على المستثمرين الاشتغال في صمت واستهداف المعنيين للاستفادة منهم حتى يكتمل المشروع ومن ثم الإعلان عن جاهزيته والخدمات التي يقدمها.
وعلينا أن نتذكر أن في عصر الإنترنت لا يمكن التدليس على الجمهور بمعلومات استهلاكية وصور براقه لمشاريع سياحية سيكون عليها المشروع بعد التنفيذ إن لم تكن الإمكانيات متاحة للتنفيذ وفقا للتصاميم المعلن عنها حتى لا تصبح تلك المشاريع مادة للاستهلاك والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد تصديرها كمنافسة أو الأكبر أو الأول من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وهي تموت على الورق قبل أن ترى النور وتحيا بين الناس كمادة للسخرية ولسان حالهم يقول “شر البلية ما يضحك”.