بقلم: د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي| تقع جزيرة سودة ضمن ولايات محافظة ظفار وهي جزيرة ضمن خمس جزر وهي (الحلانية وسودة و القبلية وغرزوني والحاسكية) تحت إدارة ولاية شليم وجزر الحلانيات .
مرت تلك الجزر بالعديد من المراحل، حيث أن الملكية الأساسية هي لحكومة السلطنة على مر العقود والقرون بلا منازع، وسكنها العمانيون منذ مئات السنين وفي العصر الحديث قامت الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية للسكان حتى يستطيعون العيش بأمان وسلام رغم صعوبة الحياة وتعرض الجزر للعديد من الأنواء المناخية الصعبة.
وفي أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر اكتشف أحد البحارة البريطانيين وجود تجمعات لبعض الطيور التي جعلت من أرض الجزيرة وبعض الجزر موطنا لها وأصبحت الأرض خصبة حيث خلف تواجدها الدائم سمادا طبيعيا نادر وجوده، والذي يصلح للزراعة وتواصلت الحكومة البريطانية حينذاك مع الحكومة العمانية التي منحت التاج البريطاني حق استغلال تلك الجزر من أجل الاستفادة من الأسمدة المتواجدة فيها.
وفي عام 1967 عادة إدارة الجزر إلى السلطنة بعد أكثر من قرن من الزمان، إلا أنها بقيت الى فترة محل نزاع مع اليمن وفي عام 1992 انتهى الخلاف رسميا بعد الانتهاء من ترسيم الحدود بين البلدين.
وتعد جزيرة سودة جزيرة صخرية تتميز بوجود بعض الشواطىء الرملية المتفرقة والمرتفعات الجبلية الصخرية ذات الإطلالة الرائعة على المحيط الهندي، جعل من هذا الموقع المميز، منتجعاً سياحياً رائعاً.وليتمكن السائح من الوصول اليها فهو بحاجة إلى قارب أو استخدام احدى العبارات مع توافر ميناء بالجزيرة.
تم منح امتياز تطوير وتنمية الجزيرة إلى أحد المطورين العالميين وهي شركة موريا بهدف بناء منتجع سياحي بحري (بوتيك هوتيل من فئة الخمس نجوم) يحتوي على 32 شاليها مجهزة بأحواض سباحة وشواطىء خاصة لقاطني المنتجع إضافة إلى خدمات أخرى ستعمل على انعاش الجزيرة والجزر المحيطة بها عند بداية المشروع .
ولم ينطلق المشروع فعليا حتى الآن إلا أنه يأتي ضمن المشاريع المعتمدة لدى المطور مما سيضع الجزيرة على خارطة المزارات السياحية الرائعة خلال السنوات القادمة.
يعد موقع الجزيرة من أجمل المواقع ضمن جزر الحلانيات لاحتضانه لشواطئ رملية رائعة. حيث يتطلب الوصول إلى الجزيرة استعدادات مسبقة، إذ أن الوصول اليها بحرا يتطلب قارباً مجهزاً واستعدادات مختلفة سواء كانت من أجل ممارسة هواية الصيد أو التخييم.وتمتلك السلطنة مقومات سياحية متنوعة، فلدى تلك المقومات القدرة على دعم مصادر تنويع الدخل عند تأهيلها وتأتى الجزر ضمن تلك المقومات.جزيرة سودة ليست الجزيرة الوحيدة بالسلطنة بل هناك عشرات الجزر والشواطىء الجميلة الخلابة في كافة ربوع السلطنة حان وقت تطوير بعضا منها.