بقلم: د. حمد بن محمد المحرزي | تواصلاً مع المواضيع التي طرحتها هذه السلسلة، ومع المتغيرات الإيجابية التي طرأت على الصعيد العالمي من أخبار إيجابية في مستوى الأزمة أو النتائج الإيجابية للمراحل الأولى والمتقدمة في اللقاحات المضادة، وارتدادات هذه النتائج على الصعيد العالمي من انفتاح متدرج في العديد من الدول، خاصة المتعلق بالسفر، بالإضافة إلى القرارات الأخيرة للجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) بالسلطنة بالسماح للسياح الدوليين الدخول للسلطنة في إطار أفواج سياحية منظمة، يناقش هذا المقال تأثير الجائحة على عملية إدارة وتسويق الحزم السياحية في السلطنة، بحيث يناقش بعض الجوانب التسويقية، والإدارية المتعلقة بالحزم السياحية مع طرح بعض المقترحات.
تعتبر الحِزَم السياحية إحدى المنتجات السياحية الرئيسية في قطاع السياحة، وباختصار، هي الحزم التي تجمع خدمتين سياحيتين أو أكثر (مثل النقل الجوي والإيواء والرحلات السياحية)، وفي بعض الأحيان تكون الحزمة في إطار الخدمة الواحدة مثل عدد معين من الليالي الفندقية والوجبات (وغيرها من الخدمات الإضافية) بسعر واحد. عليه، سوف تختلف آلية تعامل قطاعات السياحة المختلفة مع الحزم السياحية كلٌ حسب طبيعتها.
فيما يتعلق بالحِزَم السياحية التي تجمع أكثر من خدمة، لن تجد الشركات السياحية، كوكلاء السفر والسياحة، مفر من إعادة النظر في أعداد السُيّاح في الحزمة الواحدة؛ بالإضافة، من المهم تعزيز النظرة الكلية للوجهة السياحية من قبل الشركات ووكلاء السفر والسياحة وأن تقوم بالتنسيق البيني فيما يتعلق بإدارة الحزم وتوزيعها على المزارات بشكل يضمن عدم تكدس الأعداد في وقت واحد أو خلال أيام محددة من الأسبوع. على سبيل المثال، يمكن أن تقوم الشركات المعنية بالتنسيق مع الجهات المختصة فيما يتعلق بعدد الحزم السياحية وعدد الزوار التي يتم بيعها لزيارة بعض القلاع والحصون أو المتاحف -خاصة في ضوء الطلب المتزايد من السوق المحلي على هذه المزارات-، أو أن تقوم إدارة المزار السياحي بطلب التنسيق المسبق لمثل هذه الحزم وتحديد الأعداد المسموح بها خلال الفترة الواحدة. يمكن أيضاً للشركات المعنية، أن تركز على المنتجات السياحية التي توفر مساحة جغرافية أكبر كالمزارات الطبيعية والبيئية، وتصميم تجارب سياحية في هذه المزارات بما يمكّن السائح من الاستمتاع بأكبر وقت ممكن في هذه المزارات
تقليدياً، تعتمد الشركات السياحية ووكلاء السفر والسياحة المحلية على السوق الغربي بشكل كبير في تسويق الحزم السياحية للسلطنة، وبسبب الجائحة فإن أغلب التوقعات تشير بأن السفر الطويل سوف يقل في المدى القريب، عليه من المنظور أن تقوم هذه الشركات بالتركيز على الأسواق الإقليمية أو المحلية في تصميم الحزم السياحية، لذلك، سيكون من الضروري فهم احتياجات هذه الأسواق كطبيعة المجموعات السياحية التي ممكن أن تستهدفها وتصميم الحزم السياحية بما يتوافق مع تركيبة هذه المجموعات، ونوعية أماكن الإيواء المفضلة لديهم، أو المزارات أو المنتجات السياحية التي لديها قوة جذب أكبر لهذه الأسواق.
أما فيما يتعلق بالسوق الأوروبي، فإنه سوف يتوجب على المؤسسات السياحية والشركات السياحية العاملة في السلطنة معرفة القوانين التي استحدثتها هذه الدول والمُتعلقة بالحزم السياحية. فعلى سبيل المثال، يفضل الاطلاع على دليل الاتحاد الأوروبي للسفر الخاص بالحزم السياحية والذي يتطرق إلى حقوق وواجبات الشركات والمسافرين خاصة فيما يتعلق بإلغاء حجوزات الحزم السياحية في حالة وجود سبب محدد كخطورة السفر للوجهة أو خطورة السفر لأحد أفراد المجموعة، عليه، من المُفضل أن تضيف الشركات السياحية اشتراطات أكثر تفصيلية عند قيام المسافرين بحجز الحزم السياحية الواردة للسلطنة من هذه الأسواق بما يضمن المحافظة على سلامة المسافرين وحقوق الشركة، أو عدم وجود سبب مرتبط بالزوار قد يعطي الحق أو يدفع السائح لإلغاء الحجز بسبب يتعلق بالجائحة. هذا والله الموفق لموسم شتوي سياحي متميز في وجهة الجمال.