بقلم : يعقوب بن يوسف البلوشي | يشكل وجود السياحة بمساحة اهتمام أكبر على خارطة التنفيذ لرؤية عُمان 2040، أمراً مبشراً لإقتصاد السلطنة على المدى القريب والبعيد، فصناعة السياحة أمرٌ يحتاج للكثير من الخطوات التنفيذية وليست تنظيرية الشكل، وإتخاذ القرار الجاد بتمكين السياحة في السلطنة هو أولى تلك الخطوات المنتظرة من فترة ليست ببسيطة، فمنذ إنشاء وزارة السياحة عام 2005 ونحن نترقب دور حقيقي للقائمين عليها ببذل الجهد الجاد والسعي الدؤوب لرسم مكانة سياحية للسلطنة في خارطة السياحة العالمية.وفي حقيقة الأمر، قامت الوزارة بدور جيد في التعريف بمقومات السلطنة السياحية عبر المشاركة في المحافل الدولية والمعارض المختصة وجذب المؤثرين في القطاع السياحي الدولي للسلطنة، بغية اقناعهم بالمكون الطبيعي والتاريخي السياحي الذي تتمع به السلطنة وبذلت جهد جيد في تنظيم القطاع الفندقي رغم قلة المنافسة، إلا أن ما بُذل من جهد كان جيداً للمرحلة السابقة، لكن يلبي احتياجات المرحلة القادمة للرؤية المستقبلية للقطاع، حيث نأمل أن يكون هناك مزيداً من التنظيم لعملية الجذب السياحي عبر التسويق الذكي الذي يستند على دراسات سيكولوجية لرغبات الأسواق المصدرة للسياحة وبطرق مبتكرة تضاف إلى الطرق التقليدية في جذب الأفواج، وأيضا علينا أن نستثمر بشكل أكبر في تطوير الأنشطة السياحية وتشجيع ودعم الأنشطة القائمة، فهي ما تدفع بالسائح لأتخاذ القرار بأختيار وجهة سياحية دون غيرها. فالرياضات البحرية وأنشطة الغوص، والمغامرات الجبلية، ومغامرات عبور الصحراء، واكتشاف طرق الأودية، وتسلق الجبال، والمسارات الصخرية، واأشطة التخييم في الصحراء، واكتشاف الكهوف، ومواقع مراقبة النجوم، وتجربة العيون الطبيعية، وزيارة الأسواق الشعبية، وتجربة النُزل البيئية والتراثية هي أنشطة تمتاز بها السلطنة، ولكن يحتاج لها نوع من التنظيم والاستثمار الخدمي في تحديد مواقع ذات سبغة سياحية حتى تُدرج في مناطق وأنشطة الجذب السياحي دولياً. إن البحث في التفاصيل الخاصة بمنتجنا السياحي المأمول تطويره يحتاج لدراسة مفصلة تنظم التكوين العام بدءاً من التعليم الأكاديمي للسياحة مروراً بتفاصيل العمل الإرشادي والفندقي والتسويق العام للسلطنة وانتهاء بالأهداف الاستراتيجية لصناعة قطاع سياحي فعال ومساهم بفاعلية في الدخل العام للإقتصاد. وكلنا ثقة في القائمين على تنفيذ الجزء المتعلق بالسياحة من تنفيذ رؤية عُمان 2040.