د. رجب بن علي العويسي | حمل المرسوم السلطاني رقم (101/2020) بإصدار نظام المحافظات والشؤون البلدية تحولات استراتيجية في مفهوم التمكين السياحي للمحافظات واستثمار الفرص والتثمير في الموارد السياحية والتراثية عبر تعزيز مشاركة المواطنين ومبادراتهم السياحية بما يسهم في إحداث تحول نوعي في نقل هذا الاهتمام من المؤسسة الفردية( وزارة التراث والسياحة) إلى المؤسسة المجتمعية، في ظل استقراء لطبيعة الموارد السياحية التي تتميز بها ولايات المحافظة لرسم علامة فارقة في المنافسة السياحية وتعزيز الشراكة المجتمعية في صناعة اقتصاد السياحة الداخلية.وأعطت المادة رقم (6) في ظل اختصاصاتها القاضية بتنمية واستثمار موارد المحافظة والترويج لها من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وخلق فرص عمل للمواطنين، والاختصاص المتعلق بالاستفادة من المقومات السياحية والتراثية المتاحة بالتنسيق مع الجهات المختصة؛ أعطت المحافظات مساحة قوة في تبني سياسات سياحية ناضجة وتكوين حراك مجتمعي تفاعلي قادر على صياغة واقع جديد من العمل السياحي المشترك في استلهام ممكنات القوة السياحية بالمحافظات.وتبقى كفاءة توظيف هذه الممكنات السياحية في صناعة تحول قادم على الأرض، يشارك فيه أبناء المحافظة من المواطنين أنفسهم، أو عبر دخول المستثمرين من رجال الأعمال بالمحافظة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمستثمرين من الخارج في منظومة الاستثمار السياحي الداخلي؛ مرهون بما توفره المحافظات من أجندة عمل واضحة، وأدوات رصينة، وقواعد بيانات سياحية متكاملة، وحصر مستمر للفرص السياحية المتاحة واحتياجات التثمير فيها، وإتاحة وجود دراسات الجدوى، وتذليل العقبات والتعقيدات الإدارية التي قد تحد من رغبة المستثمرين في تنفيذ المشروعات السياحية أو اكتمالها، أو نتيجة العجز في الموارد المالية، فإن ما أتاحته المادتان ( 4 و23) من المرسوم من تمتع المحافظة بالاستقلال المالي والإداري وتحديد مكونات الموارد المالية للمحافظة” عوائد استثمار أموالها”؛ تصنع قوة ذاتية في الإدارة الكفؤة لمواردها السياحية، كما أن الاختصاص المتعلق بـتنفيذ المشاريع الإنمائية وتذليل الصعوبات التي تواجهها بالتنسيق مع الجهات المختصة؛ يمثل مساحة أمان تضمن تقديم فرص استثمارية أفضل وأكثر استدامة بما ينعكس على كفاءة الممارسة السياحية على الأرض.أخيرا، فإن الكرة السياحية اليوم في ملعب المحافظات، ومساحة التطوير السياحي باتت أقرب إلى أولويات المحافظات واحتياجاتها، وتبقى المنافسة في إدارة الفرص السياحية والتراثية الطبيعية والصناعية والتثمير فيها واثبات بصمة حضور لها في الخريطة السياحية الوطنية. rajab.2020@hotmail.com