جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
تعتز كل دولة من دول العالم وخاصة دولنا العربية برموزها التاريخية في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وهناك من يحتفي بهم في حياتهم وآخرون يخلدون ذكراهم بعد رحيلهم بطريقة أو أخرى وفق معطيات وظروف ورؤية المعنيين في كل دولة.وعبر التاريخ هناك من برزوا في مجالات غير تقليدية واستطاعوا ان يتركوا فيها إرثا وتراثا وبصمةً مميزةً، ومن بين هؤلاء الرحالة العماني أحمد بن ماجد الذي أستكشف بلاد عبر البحار قبل ما يزيد عن خمسة قرون من الزمن وكان له دور مع المستكشف البرتغالي فاسكودي جاما في استكشاف بعض الدول بالمحيط الهندي.وأحمد بن ماجد الملقب بـ “أمير البحر” و” أسد البحر ” و”معلم بحر الهند”، ولد في سلطنة عمان عام 1418م وتوفي عام 1500 م. هو شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي، وهو ملاح وجغرافي عربي مسلم، برع في الفلك و الملاحة، والجغرافيا. كتب العديد من المراجع الملاحية، وكان خبيراً ملاحياً في البحر الأحمر وخليج بربرا والمحيط الهندي وبحر الصين. ويتمتع ابن ماجد بأشهر اسم في تاريخ الملاحة البحرية لإرتباط اسمه بالرحلة الشهيرة حول “رأس الرجاء الصالح” إلى الهند، حيث قام بمساعدة فاسكو دي جاما لإكتشاف الطريق الجديد الموصل إلى الهند. بل وهو مكتشف البوصلة.وحتى العشرينيات من القرن العشرين لم يكن إبن ماجد معروفا إلى أن كشف المستشرق الفرنسي ” جبراييل فراند ” النقاب عن مخطوط عربي قديم يرجع عهده إلى القرن الخامس عشر ، ونشر لأول مرة عام 1921م. وترك إبن ماجد مخطوطا يحوي تسعة عشر مؤلفا فى الملاحة الفلكية، وفنون البحر، وما أسهم به الملاح العربي الفذ إبن ماجد من نجاحات وانجازات لا يقل عن إسمين كبيرين في عالم الملاحة والبحر وهما فاسكو دي جاما، وكريستوفر كولمبس. فهو أيضا وفي زمن قريب من زمنهما اكتشف الطريق البحري إلى الهند وإلى الصين والمالايو وإندونيسيا وإليه يرجع الفضل في اختراع الإبرة المغناطيسية أو البوصلة البحرية، كما يعتبر كتابه ” الفوائد”، الذي لم يكشف النقاب عنه إلا في منتصف العشرينيات من هذا القرن يعتبر كنزا علميا من كنوز التراث العربي.ولكن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو كيف تستفيد صناعة السياحة في سلطنة عمان من تاريخ وتراث أحمد بن ماجد في دفع حركة السياحة في هذا التوقيت ؟. الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في انه يتم الاستفادة من الرحالة أحمد بن ماجد عبر تنظيم مهرجان سياحي سنوي “محلي – خليجي -عالمي”، بهدف إلى تسليط الضوء عليه عالميا واقليميا وخليجيا ومحليا وعلى دوره في عالم البحار، على ان يضم هذا المهرجان عدة فعاليات منها أفلام تسجيلية وثائقية عن تاريخ الرحالة وحياته الشخصية، علاقته وشغفه بالبحر ، تأثره ببعض الرحالة بدول المحيط الهندي، تفرده في هذا الزمن بالترحال والسفر عبر البحار ، وإبرز انجازاته التي حققها، ورحلاته، على أن تتبنى الجهات المعنية في السلطنة بالثقافة والسياحة وغيرها تنظيم هذا المهرجان السنوي، وذلك احياءً وتخليداً لذكراه وتاريخه في مجال البحر ، وتأسيسا على ذلك ضرورة الإهتمام بالجيل الجديد من البحارة والمستكشفين والرحالة وأن يتم إطلاق إسمه على أحد المعالم البحرية بالسلطنة وإنشاء أكاديمية أو كلية بحرية تحمل إسمه لتخريج كوادر بحرية عمانية في المجال البحري التجاري وللعمل بالسفن السياحية داخل المناطق البحرية، كما نقترح انشاء متحف بحري بأسم احمد بن ماجد يضم كل متعلقاته وتراثه من مؤلفات ومخطوطات وان يتم تنظيم رحلة بحرية سنوية ضمن المهرجان تنطلق من سواحل عمان الى احدى المناطق التي اكتشفها او ساهم في اكتشافها الرحالة احمد بن ماجد، فضلا عن تنظيم ندوات عن هذا الرمز الوطني في عالم البحار والمحيطات احمد بن ماجد يشارك فيها الملاحون والجغرافيون والرحالة والفلكيون.واخيرا، تحية إكبار واعزاز وتقدير للعلماء الراحلين العرب الاوائل الذين ساهموا في تقدم البشرية في كافة صنوف العلم وتحية خاصة الى الرحالة احمد بن ماجد والى من يساهم في تخليد ذكراهم.
أشرف السعيد صحافي مصري
