بقلم : يوسف بن أحمد البلوشي| تتحدث كثير من التقارير عن أن السياحة الطبيعية ستحظى بإقبال أكبر بعد جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19″، حيث يسعى كثير من السياح للذهاب إلى الخلا بعيدا عن أماكن التجمعات والزحام في المواقع المغلقة، الأمر الذي سيكون فيه الإقبال على السياحة الطبيعية والجغرافية أكبر في مرحلة ما بعد الأزمة.ولا شك أن السلطنة تزخر بمقومات كبيرة ومتفردة من حيث السياحة الطبيعية، لما تملكه من طبيعة بكر خاصة الشواطىء والجبال والصحارى والأودية، كونها عوامل جذب سياحية إذا ما أحسن استغلالها بعد هذه الأزمة.ورغم ذلك سيقول البعض إننا نفتقد للبنية الأساسية التي تشجع على السياحة الطبيعية في السلطنة، لكن هذا الكلام مردود عليه، حيث أن هناك عدداً كبيراً من الفنادق منتشر في محافظات السلطنة اليوم أكثر من سنوات ماضية، ولدينا نزل تراثية ونزل خضراء ومخيمات صحراوية بجانب الفنادق والشقق الصغيرة التي تتزايد أعدادها عاما بعد عام، مع تفتح الناس على أهمية السياحة ودورها في إثراء المشهد الاقتصادي والتنموي بجانب الشق السياحي. اليوم بإمكان مجموعة سياحية ان تحقق لنفسها أهدافا كبيرة من خلال جولات سياحية عبر مركبة دفع رباعي مع وجود معدات تخييم خاصة الشباب يدرك هذه النوعية من السياحة وأصبح يستفيد من السياح الأوروبيين خاصة خلال تنقلاتهم وجولاتهم خاصة في بلدان مثل السلطنة حيث يطوفون عُمان من شمالها إلى جنوبها بأسعار منخفضة مجرد سيارة صغيرة أو دفع رباعي مع خيمة صغيرة وأكلات خفيفة، ويستمعون بما تزخر به بلادنا من مقومات. بينما نحن نتعذر بعدم وجود دورات مياه أو مصلى أو فندق أو مخيم. وفي حال توفره يشتكي البعض من ارتفاع الأسعار، بينما يمكن ان نخلق لانفسنا سياحة إذا ما عرف البعض كيف تدار الأمور.لذلك اليوم النشاط السياحي قد يأخذ منحى نحو السياحة الطبيعية أكثر بعد “كورونا” وهذا يشجعنا على أن نفكر خارج الصندوق في كيفية استغلال هذه النوعية من السياحة، خاصة من قبل الشباب الباحثين عن عمل، وكيف يمكن ان ينشئوا مشاريع صغيرة تخدم هذه الفئة من السياحة التي تحب أن تقضي وقتا عند الشواطىء أو في الأودية والصحراء. مثلا ماذا يمكن أن نقدم لهم من خدمات خلال فترة مكوثهم في ذلك المكان مثل الشوي أو اللحم أو المشروبات الغازية والأكلات الخفيفة كنوع من الدكان الصغير أو المطعم المتنقل يخدم السياح في ذلك المكان حتى لو كان في فترة الإجازة الأسبوعية مثلا. لذلك نحن نشجع الشباب ان يخطو خطوة يتماشى مع مرحلة السياحة الطبيعية التي حسب الدراسات سوف يزداد الإقبال عليها بعد “كوفيد 19”.
yahmedom@hotmail.com