بقلم: نجلاء الرحبية | اللحظات التي تتساقط بها حبات المطر فيفوح النسيم البارد وتزهر الأرض بالخيرات لتعلو المشاعر الدافئة وتزداد لطفاً وإستقرارا، هي في أرض إحدى قرى ولاية السنينة بمحافظة البريمي، قرية ذات مقومات سياحية يزدان جمالها مع هطول الأمطار ثم يُشرق بهائها المتدرج المحاسن فتغدو أكثر تشبعاً فإخضرارا. قرية (الهرموزي)، ذات المسمى الأخاذ المنفرد بتميزه، والتي تلتف حولها أمواجاً من الرمال الناعمة الذهبية حين تلتقي بأشعة الشمس، المتطايره حين تتناغم مع الرياح والمحمرة خجلاً حين يوقظها الغيث، والمزهرة حين يلبسها الثراء. الرمال التي تحتضن أنواعاً من الأشجار الصحراوية كالسمر والغاف وغيرها من النباتات المنتشرة بالمكان. قرية لم تحولها مجريات وأحداث السنين ولم تبدلها تقلبات وهفوات الحياة، بل إحتضنت تراث الأجداد واحتفظت بمعالمها الأثرية، فحصنها باقٍ ليشهد على تاريخها العريق وبيوتها الجميلة القديمة التي بنيت من الطين والحجارة يبدو أنها أحبت البقاء لتحكي حياة الكفاح في زمن الأسلاف وكيف أنهم أبدعو في هندستها وتصميمها بشكل جعلها تصمد وتحتفظ بجمالياتها. لمسات تاريخية تهفو إلى النفس وتُذكرنا بالماضي التليد الذي يغرس معاني الإشتياق لحياةٍ قد كانت في يوم من الأيام هنا، في هذا المكان الذي يناشد بمنحه المنزلة التي تليق بمقامه ومكانته.في قرية (الهرموزي )، ما زالت تُمارس تلك الحياة البسيطة الغنية بالرخاء المتواضع وتتعايش مع مصادفات الحياة بأخذها وعطائها، ومن أهم الممارسات التي يعتمد عليها أهالي القرية؛ الزراعة، فخصوبة التربة جعلت من هذه القرية بقعة خضراء تزخر بالعديد من الأشجار كالنخيل بأنواعها وذات الجودة الممتازة، وإنتاج المحاصيل المتعددة كالثوم والبصل والبطيخ والشمام والأعلاف الحيوانية التي تعد مصدراً مهماً لتغذية مواشيهم وجمالهم، كما أن هذه القرية تتخذ من الأفلاج مصدراً لري وسقي المحاصيل الزراعية حيث يتوفر بها عدد اثنين من الأفلاج والتي يتم إمدادها بالمياه عن طريق الآبار.يسكن قرية( الهرموزي ) الهدوء التام ويغمرها السكون، وتبسط لمحبي الاسترخاء بساط التأمل وحب الإستجمام، كما أن لطبيعتها فناً يسهم ويعطي الفرصة لإمكانية إستغلالها الإستغلال الأمثل كالإستعانة برمالها لقيام العديد من الأنشطة الرملية ومشاريع أخرى قد تُسهم بشكل أوسع في جعل هذه القرية مقصداً للسائح، وإستثمار مقوماتها السياحية الأخرى لجذب سياحي أكبر.
info@wejhatt.com