مسقط – العمانية |
يواصل مشروع “تخليد اللحظة الأثرية بالفن” أنشطته الترميمية بحارتي العين والسواد بقرية إمطي بولاية إزكي بالتعاون الكبير من أهالي القرية وبدعم ومساهمة من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد والفنانين التشكيليين العمانيين الذين شاركوا في معرض إمطي الخير الذي أقيم في متحف بيت الزبير.
ويعد هذا المشروع من أهم المشاريع النموذجية التطوعية، التي نفذت فكرتها الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية في بداية عام 2019 بهدف إبراز معالم بلد يزخر بتراث عريق وتاريخ يتوغل لآلاف السنين ، والذي ساهم فيه الإنسان العماني ببناء القلاع والحصون والقرى الأثرية التي تشتهر بجمالها الخلاب وهويتها المتميزة وهي تستحق أن تكون مادة يستلهم منها الفنان التشكيلي في البحث والإبداع لتتصدر مشاريعه الفنية.
ويقوم المشروع على تقديم فكرة استثنائية توظف فيه الفنانة تجربتها وخبرتها الطويلة في مجال الفنون التشكيلية، من خلال تصور فني تاريخي عصري يجعل من القرية لوحة تشكيلية بمفرداتها الطبيعية كالأفلاج والمياه والصخور والجبال والسهول والأشجار والبساتين لتعبر اللوحة عن واقعها اليومي عن تاريخ عريق وأصيل.
وكان للأهالي دور إنساني في تعزيز مبادئه وسلوكياته ، فأصبح ينطق بهوية عمانية وبموروث حضاري يتوارث مظاهره ورموزه أجيال القرية ليمنحها حالة إبداعية تجعل منها لوحة تشكيلية جديرة بالتأمل والفحص والحماية.
وتؤكد الفنانة مريم الزدجالية أنه بالرغم من أن الفترة الحالية كانت صعبة بسبب جائحة كورونا إلا أنها أثمرت عن نتائج مفيدة للقرية. فقد تم استمرار العمل فيها بترميم بعض الأماكن المهمة والتي تعتبر قلب القرية وعناصر سياحية فنية جذابة ولها صلة بالماضي العريق وذلك بجهود جبارة ومؤازرة ودعم كبير من أهالي قرية إمطي لتطوير حارة العين والسواد والمحافظة على ملامحها التاريخية الأصيلة .
وأكدت الفنانة مريم أن عملية الترميم والإصلاح في هذا المشروع تمت على عدة مراحل ففي المرحلة الأولى تم ترميم بوابة صباح السوقمة والمدخل والحائط والبئر مع إضافة عناصر جمالية، و في المرحلة الثانية تم تركيب الإنارة التجميلية أمام مدخل القرية بالتعاون مع بلدية مسقط وبلدية إزكي.
أما المرحلة الثالثة فتم ترميم بوابة صباح الصارم والممرات الداخلية والمجلس العام وإضافة بعض الجماليات للمسجد والتنور ومكان صناعة الحلوى.
وأشارت إلى أن هناك رؤية مستقبلية لجعل قرية إمطي كقرية فنية سياحية يتم فيها استضافة فنانين من أنحاء العالم، وإقامة ملتقيات تشكيلية وتصويرية و أنشطة فنية مختلفة بحيث تكون داعمة لنشاط القطاع السياحي في الدولة.