لندن- يعقوب بن يوسف البلوشي | يقضي آلاف الخليجيين عطلاتهم الصيفية في العاصمة البريطانية لندن، وهناك قصص عجيبة ومعلومات عنها يجهل غرائبها الكثيرون، وقد لا يدري به معظم سكان المدينة التي بناها الرومان كمستعمرة سموها “لوندينيوم” قبل 2000 عام، ثم تضخمت مع الزمن، إلى درجة أصبح يجري تحتها 20 نهرا يسمونها روافد من نهر “التايمز” ولكل منها اسم في جدول رسمي.
شارع أكسفورد
تكاد تكون غالبية السياحة الخليجية في العاصمة البريطانية لندن تتركز على “التسوق” ما بين شارع أكسفورد ومبنى “هارودز” الشهير وسط منطقة نايتس بريدج، ولا يبعد بينهما سوى دقائق معدودات. فالسياح الخليجيون يأخذ التسوق منهم نصف الرحلة وفي أحيان كثيرة غالبية الرحلة. وخلال الفترة الحالية من الصيف، تتوافد الأسر الخليجية بشكل كبير ولافت الى العاصمة البريطانية لندن، لاسيما أنها الوجهة المفضلة لدى الكثيرين. وعلى الرغم من أن الكثير من العواصم تعرضت لـ”هزات” سياحية وفقدت بريقها، إلا أن لندن حافظت على تفردها في استقبال السياح. ومع بداية شهر يونيو بدأ السياح الخليجيين يتوافدون عليها بالآلاف.
ويتركز غالبية السياح في شوارع معينة مثل “إدجوارود وأكسفورد ونايتس بريدج ومنطقة ماي فير”، إلا أن مهمة “التسوق” تبقى الأكثر حضوراً خلال النهار. وخلال الأيام الحالية يستقبل شارع أكسفورد آلاف الخليجيين، خصوصاً أن فترة التنزيلات الصيفية قد بدأت، إلا أن “هارودز” يكاد يكون المنافس الأكبر لأكسفورد، حيث يقصده الخليجيون، وغالباً ما تكون مشترياتهم من متجر “هارودز”، خصوصاً أن السواد الأعظم من السياح يرى أن التبضع من “هارودز” أمر أساسي ورئيسي وهو من “برستيج” التسوق في لندن.
وبحسب الإحصائيات البريطانية، فإن ما لا يقل عن 60 مليون زائر سنوياً يتسوق في شارع أكسفورد، ورغم أن نسبة الخليجيين لا تمثل أكثر من 5% الا أنها قوة شرائية لا يستهان بها، فغالبية “ملايين” الخليجيين خلال سياحتهم في بريطانيا “تطير” ما بين أكسفود وهارودز، بالإضافة الى شارعي سلون سكوير وأولد بوند ستريت اللذين يعجان بالماركات العالمية وأشهر المصممين.
ستي أوف لندن
تعد مساحة “سيتي أوف لندن” أقل من 3 كيلومترات مربعة، وهي أكبر قليلا من حديقة “هايد بارك” التي تم تدشينها في 1637 وتضم 4 آلاف شجرة، إضافة إلى مقبرة للكلاب والقطط، يجهل وجودها معظم رواد الحديقة، ممن معدلهم السنوي 50 مليونا، أي ربع زوار أشهر شوارع بريطانيا، وهو “أوكسفورد ستريت” المجاور لها ولما يسمونه “بيروت الصغيرة” وهو شارع “ادجور رود” المعروف مع متفرعاته، باسم “حي العرب” في لندن.
هايد بارك
تعتبر حدائق هايد بارك من الأماكن الجميلة الشهيرة بخضرتها الكبيرة وهي على مساحة كبيرة تبدأ من منطقة “ماربل ارش” بوسط المدينة وتنتهي قرب قصر الملكة الشهير “باكنيغهام” وعلى مساحة 10 أفدنة تقريبا، وكانت تسمى بحدائق كنزينغتون عند افتتاحها في القرن الخامس عشر، وكان يوجد بها المقر القديم للممثلية المصرية في بريطانيا قبل نقله إلى مقره الحالي وتم توسيع رقعة الحدائق في بداية القرن الحالي وكان الملك فاروق ملك مصر السابق قد اشترى من المملكة المتحدة قطعة من أرض الحديقة لتكون باسمه مدى الحياة، لكنه ولكي تكون هناك علاقة وطيدة بينه وبين لندن قرر التنازل مجانا عن قطعة الأرض تلك وأهداها إلى حكومة جلالة الملكة.
ساحة ترافلغار
وفي ساحة “ترافلغار”بوسط المدينة، يوجد تمثال لجورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، والشهير بتعهد لخصه مرة بعبارة قال فيها: “لن تطأ قدماي أرضا انجليزية أبدا”. مع ذلك، قام الإنجليز بتكريمه بتمثال أقاموه في 1921 بإحدى أشهر ساحات لندن، وقاموا بالأروع له أيضا: نقلوا تربة من ولاية فرجينيا، حيث أبصر النور، وجلبوها باسمنت أميركي، ومدوها على قاعدة التمثال ليطأ بقدميه أرضا أميركية، لا إنجليزية، حفاظا على تعهده التاريخي.
بيغ بن
مما لا يعرفه كثيرون عن لندن، أن ساعة “بيغ بن” لم يكن لها اسم على الإطلاق، لا في الماضي ولا في الحاضر، طبقا لما قرأت عنها “العربية.نت” في موقع الساعة نفسه، بل الاسم هو لجرس كبير معلق داخل “برج الساعة” الذي غيّروا اسمه في عام 2012 إلى “برج اليزابيث” لمناسبة حلول “اليوبيل الماسي” ذلك العام بمرور 60 سنة على تتويج الملكة. أما الجرس فسموه تيمنا بصانعه، المهندس بنجامين هول، أو “بيغ بن” كما اعتادوا على اختصار اسمه الأول، مرفقا بوصفهم لضخامة جسمه.
غرينتش
لن تجد في تلة بضاحية غرينتش، وهي الأكثر ارتفاعا في لندن، ما كنت تظن أنك ستراه، أي الساعة التي اسمها “غرينتش” مثلا، فهي وهم وخيال ولا وجود حقيقيا لها على الإطلاق، وإذا سألت خبيرا بالمكان، فسيريك خطا صغيرا رسموه على الأرض، ويخبرك أن هذا الخط هو النظام العالمي للتوقيت، لأن المنطقة مرصد فلكي وللأبحاث، لا علاقة لها بما تظن، ثم يخبرك أن شمال الخط هو الشرق ويمينه هو الغرب، ولندن عند الخط تماما، وكلما ابتعدت عنه في أي اتجاه، فسيتغير عليك الزمن.