محطة | فشلنا في تعمين السياحة..!


بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | يمثل قطاع السياحة بكافة فئاته بوابة كبيرة خاصة في بلدان العالم لتوظيف الباحثين عن عمل، لما يوفره من فرص وظيفية كبيرة لشغلها من قبل كل من يبحث عن عمل سواء خريجي الجامعات أو الشهادة العامة أو من هم دون ذلك.ما يبهرنا إعلان كل مستثمر حينما يدخل السوق السياحي لإنشاء فندق أو منشأة سياحية يعلن أولا أن المشروع سيوفر عددا كبيرا من الفرص الوظيفية للباحثين عن عمل، ويضع أرقاما خيالية، لكن للأسف نجد هذه الأرقام تتبخر شيئا فشيئا مع دخول المشروع حيز بدء التشغيل. لنرى بعد ذلك أن عدد العاملين العمانيين لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وان نسبة التعمين لا تتجاوز 20 ‎%‎ في المنشأة وتكون الوظيفة أما في الاستقبال أو مندوب تسويق أو محاسب. فقط هذه هي الوظائف التي يتيحها الفندق للشباب العماني، متعللاً البعض أن الشباب العماني لا يفضل العمل في وظائف أخرى مثل الطبخ أو ترتيب الغرف أو حامل حقائب أو نادل في الحانة أو مرتب أشجار في الفندق أو كهربائي. هناك كم هائل من هذه الفرص الوظيفية لم يتعاطى معها المسؤولين في وزارة السياحة أو وزارة القوى العاملة وفرض نسب تعمين فيها حتى يلتزم صاحب المنشأة بتشغيل عمانيين. ولان السلطنة في حالة انتعاش سياحي وخاصة الاستثمار في الفنادق والمنشآت الإيوائية وبالتالي توفر عدد كبير من الفرص الوظيفية من هذه النوعية من الوظائف التي مع بُعد العماني عنها فإنها تخلق فرصا وظيفية لغير العمانيين لشغلها خاصة وهي فئات آسيوية يمكن ليس لديها شهادات في قطاع السياحة ولكن بعضهم يتعلم على رأس عمله ويعمل براتب قد يكون أقل. لكن اليوم يجب إلزام المنشآت الفندقية بنسب تعمين فوق 70‎%‎ على الأقل في كل المهن المتاحة في الفندق، لان وظيفة مثل مسؤول مطبخ يكون راتبها فوق 2500 ريال أو أحيانا بعضها يكون 1700 ريال أو وظائف في حانه أو كهربائي أو مسلك أنابيب مياه أو غيرها يكون راتبها كبير مقارنة مع راتب آخر في وزارة حكومية مثلا. لذا علينا أن نعمل من أجل رفع نسب التعمين في القطاع السياحي خاصة مع وجود مخرجات متعددة من قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس وكلية عمان للسياحة وغيرها من الكليات الأخرى مثل كليات التقنية التي توفر مخرجات متعددة. إننا يجب مع كل مشروع سياحي أن نوفر فرصا وظيفية للعمانيين ويجب أن تكون هذه الفرص لا يتوظف فيها غير العمانيين حتى يلتزم صاحب المنشأة الفندقية مهما كان حجمها بالتعمين بحيث يجد له باحثين عن عمل ويدربهم ويؤهلهم لشغل هذه الوظائف وخلال 6 أشهر سنجد عمانيين يعملون في كل هذه الفرص الوظيفية وبالتالي نحل جزءا مهما من إشكالية أعداد الباحثين عن عمل في السلطنة خاصة وأن هناك روحا مغايرة للعمل في هذا القطاع فقط أن يبادر الجميع بتوفير الفرص التشغيلية الشباب العماني.
yahmeom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*