“ويز إير” للطيران الاقتصادي تستهدف امتلاك 100 طائرة لخدمة أسواق دول الخليج بحلول 2035

الرئيس التنفيذي للشركة متفائل بمستقبل الناقل الجوي منخفض التكلفة خلال مقابلته التي أجراها في الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي

حققت ويز إير نمواً كبيراً في دول الاتحاد الأوروبي على مدى السنوات الـ 15 الماضية

دبي – وجهات|

أكد جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي لشركة “ويز إير”، خلال مقابلته التي أجراها مع الخبير والاستشاري في صناعة الطيران جون ستريكلاند، ضمن الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي، أن طموحاته لا تزال قائمة في التشغيل الوشيك لشركة الطيران الاقتصادي منخفض التكلفة في أبوظبي، قائلاً: “على مدى الأعوام الـ 15 الماضية، حققنا إنجازاً لافتاً تمثل في زيادة عدد أسطولنا إلى 100 طائرة، لذا فإنني أوكد بأننا نستطيع القيام بذات الشيء انطلاقاً من أبوظبي.

“يجب علينا أن ننظر إلى عملياتنا التشغيلية، فنحن لن نقدم خدماتنا في أبوظبي فحسب، بل لدينا رغبة في أن نخدم دولة الإمارات العربية المتحدة، وربما أسواق دول مجلس التعاون الخليجي على نطاقٍ أوسع”.

واحتفالاً بمرور 16 عاماً على تأسيسها، وظفت “ويز إير” أكثر من 4,500 شخص، كما نقلت 40 مليون مسافر على متن طائراتها عبر 710 مسارات جوية إلى 151 مطاراً في 44 دولة العام الماضي. لدى الشركة أسطول صغير يضم 120 طائرة إيرباص، مع خيار لشراء 20 طائرة أخرى من طراز (إيرباص (A321XLR، التي تعد أكثر الطائرات كفاءة من حيث التكلفة ضمن فئتها.

خلال المقابلة، انتقل فارادي للحديث عن الظروف الحالية، وتطرق إلى الرغبة في السفر مقابل القدرة على السفر. كما أشار إلى أن عملاءه لاسيما الأصغر سناً كانوا متحمسين للسفر، والذين عادةً ما يكونوا أكثر مغامرةً وجرأةً وأقل تأثراً بالوباء.

إن الاستجابة غير المتسقة لمواجهة جائحة كوفيد-19 من قبل مختلف الحكومات، لم تكن داعمة لصناعة الطيران، التي تحتاج إلى تضافر الجهود وإضافة المزيد من اللوائح والقوانين الموحدة، كي تتمكن هذه الصناعة من التعافي مجدداً.  

وأضاف فارادي: “بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، بدأت المطارات في مختلف أنحاء العالم، بتطبيق مجموعة من الإجراءات الأمنية المشددة. واليوم، نحن بحاجة إلى إجراءات مماثلة فيما يتعلق بالصحة والسلامة. وفي ظل الهدوء الذي يخيم على حركة المطارات وشركات الطيران اليوم، يعد تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي سهلاً، ولكن الأمر سيكون مختلفاً عندما يعود النشاط مجدداً إلى هذه القطاع، وتصبح فيه المطارات أكثر ازدحاماً”.

فيما يتعلق بتدابير الصحة والسلامة على متن الطائرة، يعتقد فارادي أن هنالك تقدماً ملحوظاً في هذا الجانب، ولكنه يرى في الوقت عينه أن بعض التدابير مثل ترك المقعد الأوسط فارغاً، أو تطبيق التباعد الجسدي على متن الطائرات المتجهة التي وجهات بعيدة، هو أمر غير عملي ولا يجدي نفعاً.

وأردف بالقول: “من الناحية العلمية، لا يمكننا أن نعرف إصابة أي راكب بفيروس كورونا أثناء الرحلة الجوية. من جهةٍ ثانية، يمكننا مقارنة تنقية الهواء على متن الطائرة بوحدة العناية المركزة”.

وأثناء المقابلة، أجرى فارادي مقارنة مثيرة للاهتمام تتعلق بهذا الأمر فقال: “لماذا يعد الذهاب إلى المطعم أو السوبر ماركت على سبيل المثال، أكثر أماناً من ركوب الطائرة، في الوقت الذي يمكننا فيه إدارة وتعقب الركاب بسهولة أكبر؟ ومع ذلك، أنا أؤيد ارتداء الكمامات، وتعقيم اليدين، وتكثيف عمليات التعقيم، والتقليل من نقاط الاحتكاك، مثل الدفع النقدي على متن الطائرة للحصول على خدمة الطعام أو المجلات”.

وحسب ستريكلاند، يبلغ إجمالي تمويل “ويز إير” 1.5 مليار يورو، في حين تصل نفقات “التشغيل” الحالية إلى 90 مليون يورو شهرياً خلال الصيف و70 مليون يورو شهرياً خلال فصل الشتاء، وهو ما يعد إيجابياً بالمقارنة مع شركة “لوفتهانزا” التي تخسر مليون يورو كل ساعة.

وعندما سُئل فارادي عن مواجهة أزمة كوفيد-19 الحالية، أجاب بنبرة من التفاؤل قائلاً: “يتعلق كل شيء بالسيولة النقدية والإيرادات. بالنسبة لنا، في حال لم ننقل مسافراً واحداً خلال الأشهر الـ 24 المقبلة، فسنبقى متواجدين في السوق، لذا فإننا في وضعٍ جيد”.

بعد الخروج من الأزمة، يعتقد فارادي أن الركود الناتج عنها، سيخلق تحديات على مستوى صناعة الطيران أكبر من تلك التي سببها تفشي الوباء ذاته، ويرى بأن شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل “ويز إير” وتلك المتخصصة بالمسارات الجوية قصيرة المدى، ستكون في وضعٍ أفضل للتعافي أولاً، نظراً لانخفاض تكاليفها، وتطلع الكثير من الركاب أيضاً إلى السفر على متن خطوطها الجوية بهدف توفير المال.

وفيما يتعلق بسفر الشركات، ستسعى الشركات إلى خفض نفقاتها في مرحلة ما بعد كوفيد-19، لذا سيستغرق سفر الشركات وقتاً أطول للتعافي. حيث يرى فارادي أن هذا الأمر سيكون مفيداً لشركة ويز إير، حيث ستبحث الشركات عن رحلات بأسعار مخفضة.

وقد استحوذ قطاع الطيران على جلسات ونقاشات الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي على امتداد أيامه الثلاثة، فقد شهدت الجلسة الافتتاحية من هذا الحدث مشاركة السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات وأحد أبرز الخبراء في صناعة الطيران، والذي تطرق خلال مقابلة مع جون ستريكلاند أيضاً، إلى تأثير جائحة كوفيد-19 على قطاع الطيران، والإجراءات التي اتخذتها الشركة لمواجهة تبعات وآثار هذه الجائحة.

وشهد اليوم الأول أيضاً جلسة أخرى سلطت الضوء على صناعة الطيران تحت عنوان التواصل وبناء الثقة الآن التي أدارها أيان تايلور، المحرر التنفيذي لمجلة “ترافيل ويكلي”.

في جلسةٍ أخرى، قدمت مجموعة من خبراء السفر على مستوى العالم بعض الأفكار المثيرة للاهتمام للتواصل خلال هذه الجائحة. ضمت القائمة كلاً من الدكتور طالب الرفاعي رئيس المعهد الدولي للسلام من أجل السياحة والذي شغل سابقاً منصب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، برنارد دان رئيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في شركة بوينج، جيرارد لوليس سفير “المجلس العالمي للسياحة والسفر” ومدير المؤتمر الدولي للاستثمار السياحي، و هيثم مطر، الرئيس التنفيذي لشركة بيوند للسياحة.

كما قدمت الندوة الرقمية التي نظمتها “سيريوم” تحليلات قوية ومؤثرة لدعم أداء أعمال الشركات، معتمدةً على من خلال خبرتها الواسعة الممتدة على مدى عقود من الزمن.

في هذه المناسبة، يقدم سوق السفر العربي جزيل الشكر لكل من وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية وهيئة السياحة الإيطالية على دعمهم الكبير للحدث الافتراضي لسوق السفر العربي بصفتهم الراعي الذهبي للحدث.

اختتم الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي بنجاح يوم أمس الأربعاء 3 يونيو 2020. تتوفر هذه الجلسة حسب الطلب لغاية يوم غدٍ الجمعة 5 يونيو، وذلك للأشخاص المسجلين مسبقاً، لمشاهدة المقابلة، يرجى الذهاب إلى: ⁦https://atmvirtual.eventnetworking.com/online-conference/1579⁩

أما الأشخاص الذين لم يسجلوا لحضور الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي، فيمكنهم مشاهدة المقابلة بدءاً من الأسبوع المقبل من خلال الرابط: ⁦hub.wtm.com⁩

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*