اتجاهات | السياحة ليست اقتصادا فقط!..


بقلم: هلال بن سعيد السبتي | السياحة قطاع اقتصادي واعد يساهم في تحسين الهيكلة الاقتصادية، وتعمل السلطنة على توسيع نطاق التنمية السياحية في مختلف المدن السياحية، حيث أن للسياحة آثار إيجابية عديدة في جوانب مختلفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.فالاستثمار في المرافق السياحية مثل المنشآت الفندقية والمطاعم والمقاهي والحدائق وغيرها، يعمل على زيادة فرص العمل، وتحسين البنية الأساسية وانشاء وشق الطرق من أجل تسهيل تدفق السياح لتلك المناطق، أما في الجانب الإجتماعي والثقافي فأهم الايجابيات هي تلك التي تهدف إلى ترويج ونشر الهوية العمانية والعادات والتقاليد والتاريخ العماني إلى مختلف بلدان العالم مع الحفاظ عليها على مر السنين.وما يميز السلطنة هو التنوع الثقافي في مختلف الولايات كتنوع الأزياء والمأكولات والفلكلور العماني واللهجات المختلفة وغيرها. واستوقفني أمر عندما قابلت سائحا أجنبيا في إحدى زياراته إلى السلطنة وسألته عن أكثر ما يميز السلطنة سياحيا؛ فقال: ” الشعب العماني” شعب ودود ومضياف وكريم الخلق، وهذا ليس بغريب على أهل السلطنة فهم دوما يسعون إلى عكس صورة جميلة عن السلطنة مع الحفاظ على الهوية العمانية الأصيلة. ومن الجانب البيئي فالحفاظ على المُقدرات الطبيعية التي مَنّ الله علينا بها ومنها الأشجار البرية والحيوانات النادرة والسلاحف والجبال الشاهقة وحمايتها ضمن محميات تشرف عليها الدولة من أجل استدامة هذه الموارد الطبيعية وعدم الضرر بها.ومن خلال ما تم ذكره نجد أن السياحة ليست مصدرا اقتصاديا فقط، إنما هي أشمل من خلال رفع مستوى جودة الحياة في المنطقة عبر استغلال الأماكن السياحية وتنمية البنية الأساسية كمرافق استجمام واستراحة وترفيه للمواطنين، والحفاظ على الجوانب الثقافية والتاريخية والعمل على تصدريها للدول الأخرى وهذا بدوره يعمل على رفع مستوى الوعي بين المواطنين للحفاظ على هذا الموروث وغيره. وكل هذا ينصب في رفع مستوى الرضا بين المواطنين في استغلال الأماكن الجميلة كنقاط جذب للسائح العماني وغير العماني بدل هدرها وعدم استغلالها.وفي الأغلب فإن السائح يبحث عن الاستمتاع بوقته من خلال التعرف على البلد عن طريق المواطن والتعرف عليه عن قرب من أجل أن يحظى بتجربة فريدة يطلع فيها على العادات والتقاليد والأزياء وحسن التعامل مع الآخرين. ومع ظهور عالم التكنولوجيا، وجدنا العماني يشارك في خلق تجربة مشتركة مع السائح الذي يزرو السلطنة من خلال المواقع الالكترونية المختلفة والتي من أشهرها موقع airbnb.com وموقع couchsurfing.com لإستضافة السائح في بيته او مكان إقامته سواء مقابل أجر مادي أو بدون. ولكن هذا التعامل المباشر بين المواطن والسائح يحسن من الجانب الاقتصادي والثقافي والإجتماعي، ويجعل المواطن العماني شريكا حقيقيا في الترويج والتعريف بالسلطنة للعالم الخارجي.وكما نعلم فإن السلطنة تهدف إلى تجديد مصادر الدخل القومي للبلد، والاستثمار السياحي هو أحد هذه المصادر ويجب على المناطق والمحافظات عمل لجان متخصصة في كيفية استغلال الأمكان سياحياً من أجل حياة أفضل للمواطن. وأخيرا فالسياحة هي أسلوب حياة أشمل من أن يكون فكرة اقتصادية. 
 * مؤسس شركة هدهد السلام للسفر والسياحة hilal.alsabti@gmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*