أشرعة | إدارة السمعة السياحية

بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي | يعتبر قطاع السياحة قطاعا حساسا جدا أمام أي حدث سلبي أو كارثة أو سوء تنظيم في إدارة المنتجات أو الخدمات المقدمة للسائح بدءاً من المطار وانتهاءً بالمطعم، وتعد إدارة السمعة السياحية في أي بلد هو انعكاس حقيقي لقوة الإدارة السياسية والاقتصادية وجودة التعليم، ولنا في سيارات الأجرة مثال في كل بلد نزوره فأغلب الانطباعات لا تخلو من قصص تجربة السائح في سيارة الاجرة وكيفية تعامل السائق ومدى التزامه وأمانته. 

فلو أخذنا مصر مثالاً فأغلب من زار مصر يسرد لك قصصه مع أصحاب سيارات الاجره وحس الفكاهة رغم عدم الأمانة من السائق في احتساب تسعيرة التوصيلة، إلا أن السائح يبدي ارتياحه للطافة الشعب المصري وحسن تعاملهم والأمان العام المتوفر في مصر.

وإذا ما قارنا ذلك بعدد تجارب سياحية نجد أن الإمارات تفوقت في تجربة مركبات الأجرة فهي تعكس مدى رقي التقدم الإداري في إمارة دبي على أقل تقدير من خلال التزامهم بالوقت والتسعيرة المحتسبة الكترونياً ونظافة المركبات وأمانة السائقين.

 واذا ما اتجهنا الى لندن نجد ان التجربة الحقيقية للكاب اللندني وحدها تعد جزءاً من منظومة لندن السياحية فهو أمر ليس باليسير أن تصبح سائق لسيارة أجرة لندنية، حيث أن السائق يمر بفترة إعداد تصل إلى سنتين حتى يقدم خدمات التوصيل بأعلى انضباط وفي مركبة أجرة تعكس في شكلها حضارة لندن والتزامها الإداري خصوصا أن فاتورة هذه التوصيلة مرتفعة نوعاً ما وذلك ما اختارته لندن كطابع لمنتجها السياحي بشكل عام.

قس على ذلك بقية الخدمات المقدمه في المطار والفنادق ومكاتب الحجوزات والمطاعم فكل ما ذكر يمثل الوجه السياحي للسمعة العامة للدول فأغلب ما نؤمن به قبل زيارتنا لدولة معينة هو التوصيات التي تأتينا من مجربين قد زاروا تلك الدول ويأتوا الينا بانطباعهم الأولي عن جودة الخدمات في تلك المنظومة السياحية. وقد وصل الامر في بعض المواقع السياحية للحجوزات بأن يقدموا لك قراءة سريعة لبعض انطباعات السياح عن الخدمات والمطاعم والفنادق والدولة بشكل عام من خلال تقييم عام يقدم بعد انتهاء كل زيارة سياحية لسائح استخدم تلك المواقع. فالسمعة السياحية باتت اليوم هي مفتاح القبول والاقناع للسائح في حملات التسويق والترويج وايضا تعد هي العامل الاساس في الترويج المجتمعي world of mouth والذي صنف بأنه الاقوى تأثيراً في زيارة السياح لبلد جديد. فحجم الثقه المتداولة في هذا الترويج تنعكس تماما من السمعة السياحية المكتسبة من جودة الخدمات والمنتج السياحي المقدم. فهل قمنا في السلطنة بوضع آليات تقييم لإدارة السمعة السياحية في ظل سعينا لتمكين اقتصادنا السياحي؟. 

albalushiyaqoob@gmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*