بقلم: د. رجب بن علي العويسي | يشكل إعلان وزارة النقل حول الافتتاح التجريبي المرتقب لطريق الشرقية السريع في العشرين من يناير لعام 2020؛ يشكل إضافة نوعية لشبكات الطرق وتعزيز انسيابية خطوط النقل الوطنية، ولعل الميزة التي يتفرد بها هذا الطريق هو وجود نفقين – كأول مرة بالسلطنة- لعبور المركبات يبلغ طولهما الإجمالي 2.1 كم ، وهو ما يضيف بعدا استراتيجيا للسياحة الداخلية، في ظل التوقعات بأن تشهد الفترة الأولى من افتتاح الطريق، حركة مرورية كثيفة وحالة عبور استثنائية؛ في بداية جديدة لبروز ثقافة الأنفاق في السلطنة ورسم معالمها في الطرق السريعة أو الداخلية في الفترة القادمة.
هذا التفرد الذي يتميز به طريق الشرقية السريع يأتي في ظل وجوده في بيئة جبلية تتميز بعمق أوديتها وعلو جبالها الشاهقة، وما قد يتوفر فيها من برك مائية يستمر جريانها لفترات مختلفة من العام، بما يصنع للطريق حضوره كوجهة ذات أهمية في رفد السياحة الداخلية، وفرصة لقضاء بعض الأوقات الجميلة للتأمل في تلك المناظر والاستمتاع بها، سواء لمستخدمي المركبات أو العائلات والأسر وهي في طريقها إلى ولايات محافظات الشرقية والوسطى أو الداخلية ومسقط، وفرصة سانحة لمحترفي التصوير الفوتوغرافي والضوئي ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في نقل صورة حية ومكبرة حول هذه المواقع والقيمة السياحية التي تحققها.
وبالتالي ما يعنيه ذلك من أهمية تعزيز الطريق بمحطات سياحية طبيعية داعمة من خلال وجود مخارج لاستراحات تسبق مداخل الأنفاق من المسارين، تتيح الاستمتاع بمشاهدة هندسة الانفاق أو النزول إلى الأودية العميقة ومشاهدة علو الجسور والتي يصل ارتفاعها في بعض المواقع إلى 90 مترا، سواء على شكل محطات لتعبئة الوقود أو متنزهات سياحية واستراحات طبيعية مفتوحة مزودة بالخدمات الأساسية ودورات المياه.
إن من شأن هذا التوجه أن يعزز القيمة الجمالية للطريق، والأبعاد السياحية والترويحية والجمالية لهذه الانفاق والجسور وتحويلها إلى بيئات سياحية قادمة، ويتيح مساحات أوسع للتأمل في البيئات المحيطة والمكونات الطبيعية بها، ناهيك عما يوفره من أنشطة اقتصادية وتجارية لقاطني تلك المناطق في بيع بعض المنتوجات المحلية، فهل ستتجه جهود وزارة السياحة والجهات ذات العلاقة إلى تجسيد ذلك على أرض الواقع ؟، هذا ما نرجو.