كتب- حمدان بن علي البادي | يرتحل مطر بن عبدالله المقبالي بمتحف متنقل من الاثريات ورثها من أجداده وهو القاطن قرية بات الأثرية بولاية عبري بتاريخها الذي يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. “وجهات” التقت به في مهرجان ينقل السياحي ضمن مشاركته في المهرجان، والتي قال عنها: ان “محافظة الظاهرة تاريخ ممتد منذ قديم الزمان. على هذه السلسلة الجبلية تعاقبت حضارات ذهبت بكل تفاصيلها وبقى القليل مما يدل على آثارها، ولأني من قرية بات المشهورة بمقابرها الدائرية وبيوتها القديمة فإن إيماني كبير بأهمية ودور الإنسان في حفظ التاريخ والاهتمام به وبشواهده وآثاره الثقافية والاجتماعية .
موروث
ويضيف: من هنا بدأت الفكرة رغبة مني في المساهمة بحفظ ما ورثته من أجدادي لاكتشف بعد فترة أن تلك المقتنيات التي أملكها مهمة وتمثل حقبة تاريخية مهمة جديره بأن يطلع عليها الآخرين وخاصة الأجيال الشبابة التي لم تعاصر تلك الفترة ولا يوجد تدوين لتفاصيل الحياة اليومة للانسان في قرى محافظة الظاهرة بشكل عام وهي بالطبع تتداخل وتتقاطع مع الكثير من تفاصيل حياة الانسان العماني في مختلف المحافظات بالسلطنة .
حقب زمنية
وقال: كل المعروضات التي لدي تعود إلى حقب زمنية مختلفه، هناك الكثير من الأدوات التي تحكي كيف عاش الإنسان والأدوات التي أستخدمها مثل أدوات المائدة والأواني النحاسية وأوني الطبخ ومعدات الحراثة وأدوات الزراعة والعملات المعدنية وتوجد أيضا عدة أواني فخارية من حقب زمنية مختلفة ومتعددة الاستخدامات منها لحفظ الزيوت والشحوم والعسل وايضا أواني فخارية للألبان ومشتقاتها إلى جانب بعض المستندات والمراسلات بين أفراد العائلة.
وعن أهم المعروضات التي يضمها المعرض، قال مطر المقبالي: هناك الكثير من المعروضات المهمة وشخصيا أرى أن تلك التفاصيل الاجتماعية المتمثلة في الرسائل بين المغتربين ومستندات تلك الفترة تشكل مرحلة مهمة في قراءة حميمية العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وتكاتفه لفعل الخير بصور وأوجه مختلفة.
محفوظات
ويضيف على سبيل المثال لدي جواز يعود إلى سنه1962 و هو خاص بدخول الكويت والسعودية والبحرين وقطر استخدمه عمي سنه1962 حينما ذهب إلى الكويت للعمل وهناك بعض الرسائل تعود إلى نفس الفترة حيث لدي رسائل لنفس الفترة الزمنية عبارة عن مخاطبات بين عمي وأفراد عائلته حين كان في الكويت، وتوجد أيضا عدة رسائل من والده عندما كان في حرب ظفار، كذلك لدي عدة مصاحف قديمة من أبرزها مصحف بغدادي لا يوجد له تاريخ معين ولكنه قديم جدا، وبعض هذه المقتنيات تعد حديثة وتعود إلى فترة زمنية قريبة لكن هي مرحلة انتقالية بين عمان الماضي والحاضر، شواهد بحاجة لأن يطلع عليها الجيل الحالي من الشباب الذي يعيش طفرة التطور التقني والتكنولوجي والتواصل مع العالم في لحظة لنعود به إلى لحظة زمنية ليدرك كيف كان يعيش الإنسان.
وعن كيفيه الحصول على هذه القطع والتحف قال المقبالي: أكثر هذه المقتنيات ورثتها عن اجدادي والبعض منها من أهالي البلدة، فقد رحبوا بي، عندما علموا بانني احتفظ بهذه الأشياء خوفا عليها من التلف والاندثار والبعض حصلت عليها من الأسواق التقليدية لتعزيز المقتنيات المتوفرة لدي.
ومن أجل إطلاع الزوار والسياح على مجموعتي من التحف ولقطع الاثرية جاءت مشاركتي التي حرصت في البداية أن تكون في المحافظة عبر المهرجانات السياحية حيث شاركت في عدد من المهرجانات المختلفة، ودائما أذكر في عام 2008 شاركت في معرض بحديقه ابن الجذاع باسم (فريق بات) وحصل على المركز الأول وبعد ذلك توالت المشاركات إلى جانب تنظيم بعض المعارض في مدارس الولاية لنطلع الطلاب على مقتنيات المتحف والحمد لله الاقبال جيد من جميع فئات المجتمع.
حلم
يحلم مطر المقبالي بأن يتمكن مستقبلا من إقامة متحف ثابت حتى ولو كان بسيطا لتكون مجموعته من المقتنيات الأثرية أحد المحطات التي يرتادها السياح القادمين إلى محافظة الظاهرة، وبما يمكنهم من الاطلاع على جزء من تاريخ المنطقة، كذلك لم ينس مطر المقبالي الأيادي التي مدت له في مشروعه السياحي الأثري لذا توجه بالشكر
إلى كل الجهات التي آمنت بفكرته ودعمتها بالأدوات واتاحة الفرصة له وخاصة أهالي قرية بات وفريق بات الرياضي وكل من ساهم في أن يرى هذا المشروع النور.