فلج الملكي في إزكي أحد أشهر الأفلاج في السلطنة مُدرج في اليونسكو

إزكي – العمانية |

يعد “فلج الملكي” بولاية إزكي بمحافظة الداخلية أحد أشهر وأكبر الأفلاج في السلطنة، وعلامة تدل على عظمة وهندسة وإرادة الإنسان العماني وحرصه الشديد على التعمير وتوسيع الرقعة الزراعية في عمان قديمًا، ويعود تاريخ إنشائه إلى عهد مالك بن فهم الأزدي.

ويشكل الفلج المحور الأساسي للحياة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية لأهالي ولاية إزكي الذين يعتمدون عليه بشكل كبير في ري المزروعات والبساتين، وللفلج أملاك وقف خاصة به كالنخيل والأراضي وكذلك له حصص من المياه، وهذه كلها يمكن بيعها أو بيع موسمها أو بيع حصص المياه بما يعرف بــــ (القعد) أي الإيجار، ويتم تجميع كل الريع لاستخدامه لأغراض صيانة الفلج.

ويقول المهندس محمد بن حمود المسكري مدير بلدية إزكي لوكالة الأنباء العمانية: إن فلج الملكي يعد من أكبر الأفلاج بالسلطنة من حيث عدد السواعد المغذية التي يبلغ عددها 17 ساعدًا، وقد تم إدراجه في سجل التراث العالمي لليونسكو بتاريخ 16/ 6 / 2006م كونه يمثل أقدم نظام منفرد للري بالمنطقة، ويشكل إرثا إنسانيا وتاريخيا أبدعه العمانيون قبل ما يزيد على ألفي عام، ويبلغ الطول الكلي للفلج حوالي 15 كيلومترًا، ويبلغ عمق “أم الفلج” تحت سطح الأرض 9.5 متر مربع”.

وأشار المسكري إلى أنه نظرًا للظروف المناخية التي تمر بها الولاية من حيث قلة هطول الامطار والضغط الشديد للخزان الجوفي المغذي للفلج نتيجة للتوسع العمراني تناقص تدفق الفلج خاصة في فترات الجفاف إلا أن الحالة الانشائية لهيكل وقناة الفلج ما زالت جيدة وقد تم تزويد الفلج بعدة آبار مساعدة تصب في “شريعة الفلج” لتعزيز تدفقه.

وأضاف مدير بلدية إزكي: يتم مراقبة الوضع المائي بالولاية سواء أكان سطحيا أم جوفيا من خلال إجراء قياسات مناسيب المياه السطحية وذلك عن طريق قياس تدفق أربعة وعشرين فلجا تم اختيارها من أفلاج الولاية بمختلف القرى من أصل (115) فلجًا منها (66) فلجًا حيًا (49) فلجًا ميتًا.

 أما المياه الجوفية فيتم مراقبتها عن طريق “آبار المراقبة” التي تم حفرها خصيصا لذلك عن طريق وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه والبالغ عددها (27) بئر مراقبة على هيئة ثقب وذلك وفق أسس فنية و13 بئرًا لمساعدة الأفلاج.

ويواصل أبناء ولاية إزكي العمل في تجديد سواعد فلج الملكي من أجل إعادة الحياة إليه من جديد منذ مطلع هذا العام حيث يجتمع أهالي إزكي كل يوم منذ الصباح الباكر بعزيمة كبيرة ومتجددة وإصرار يبشر بالحياة لهذا المعلم العُماني الذي بناه الأسلاف بقيادة مالك بن فهم ومدَّ عُمان بالحياة والعطاء.

من جانبه، قال صلت بن محمد التوبي وكيل الفلج والمشرف العام على أعمال حملة تنظيف وتجديد فلج الملكي: ” ان الحملة منذ انطلاقتها في مطلع هذا العام حققت أهدافها المرجوة، حيث تم تنظيف أكثر من 1500متر مسار للفلج تحت سطح الأرض مما جعل مسار المياه سالكة بعد أن كانت مغلقة بالكامل ولا يزال العمل التطوعي لأبناء الولاية مستمرًا كل يوم بلا كلل أو ملل”.

وأضاف: انه نتيجة لهذا العمل التطوعي فقد قرر أبناء الولاية المشاركة في مسابقة جلالة السلطان قابوس المعظم للعمل التطوعي لإعطاء مزيد من الدافعية والعمل الجاد لأبناء الولاية في خدمة الفلج وتحقيق التطلعات المرجوة التي يتطلع إليها الجميع في أن يعود الفلج إلى سابق عهده.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*