بقلم: حمدان بن علي البادي | كلما جلستُ على شواطئ مسقط وقت الغروب، حيث الحياة هنا ليست كأي حياة، بها مساحة من الحب تتسع للجميع. تذكرت ما غنته فيروز “هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب، والعناقيد تدلت كثريات الذهب، هل فرشت العشب ليلاً وتلحفت الفضا زاهداً في ما سيأتي ناسياً ما قد مضى”.
ولا أدري من الملام في هذه الأغنية هل جبران خليل جبران لأنه كتب عن الغاب والسواقي والسهل وتجاهل البحر والشاطئ ام انتِ التي لم تضيفي بيتا يتغنى بالبحر حتى تكتمل الرائعة كما اردتي لها لتتحول إلى أغنية مرهفه الحس تلامس القلب .
في الوقت الزمني الفاصل بين الفجر وشروق الشمس وبين العصر والمغرب هناك مساحة واسعة من الجمال يا فيروز على شواطئ مسقط لا تقل جمالاً عن شاطئ الإسكندرية حين شدت حنجرتك عنه قائلة: “شط إسكندرية يا شط الهوى”، وربما شواطئ مسقط هي الأجمل والأنظف والأكثر سلاما وهدوءً ألهمت مرتاديها فقالوا فيها أعذب الكلمات وتغنوا بسحرها، وهناك مساحة من التنوع تناسب الجميع بالرغم من صرخة مرتاديها في وجه الحركة الاستثمارية التي طالت مساحات شاسعة منها.
وفي المساحة الفاصلة بين أشجار القرم والبحر يطل شارع الحب بأناقته ليجذب زواره للاسترخاء وممارسة الرياضة والأنشطة البحرية للحالمين والباحثين عن لحظة هدوء وصفاء الذهن مع كوب من القهوه بمقادير يتم أعدادها بمزاج عالي في المقاهي التي تطل على الشاطىء كحال شاطىء القرم أو المقاهي المطلة على شارع الحب.
وعلى شاطئ الغبرة المشهد مختلف ولحظة الغروب تعري مسقط وهي تحتضن البحر وما يدب عليه من حركة في المساحة الفاصلة بين البحر والمنتزه وحركة الصيادين القادمين من البحر والعائدين إليه، وعلى شاطىء الحيل والسيب يجد الشباب ملاذهم في الرياضة وممارسة كرة القدم بروح رياضية بعيدا عن التعصب حيث تتشكل الفرق الكروية بعدد بسيط سرعان ما يتكاثرون كمتوالية حسابية لا نهائية على طول الشاطىء وبعضهم يغامر بطلعة جوية بالطيران الشراعي لالتقاط صورة بانورامية لمسقط من الأعلى.
أن ديمومة هذه النعمة واستمرارها يحتم علينا كمرتادي هذه الشواطىء أن نحافظ على المكان وألا نضّيع لحظات الهدوء لدى رواده واقتحامه بسياراتنا وأن نراعي حرمته بتركه أفضل مما كان.