بقلم: خصيب القريني |
يممنا بداية هذا الشهر بوصلة رحلاتنا الى ولاية الكامل والوافي في محافظة جنوب الشرقية، تلك الولاية الضاربة بجذور تراثها وحضارتها في أعماق التاريخ، ولاية تتمتع بمعالم تراثية وطبيعية جاذبة، فقد كانت رحلة استثانية بكل ما للكلمة من معنى.
فقد استمتعنا بالجو اللطيف الذي يحف الولاية في هذا الوقت من العام، كما تجولنا في العديد من المعالم السياحية المتمثلة في محمية السليل الطبيعية حيث قطعان الغزال البري تغدو مستمتعة بأجواءها الطبيعية التي تناسب ظروف معيشتها الاصلية، كما زرنا معلم طبيعي آخر يتمثل في محمية أشجار الغاف البرية التي تشكل غطاءً نباتياً متميزاً في وجه التصحر الذي يهدد الولاية، كما أنها تعد استراحات طبيعية يقضي فيها الأهالي والسياح أوقاتا رائعة نتيجة ماتوفره من أجواء طبيعية رائعة، كما أن امتزاج تلك الأشجار وقربها من حوض رمال الشرقية المائي أعطاها خاصية متميزة قل أن تتواجد في محميات أخرى.
ولست هنا في معرض تعداد جميع ماشاهدناه، ولكن آثرت الحديث عن ما يميز الولاية عن بقية ولايات السلطنة خاصة من الجانب الطبيعي، الذي منحه الله إياها، والسؤال الدائم التكرار أين دور الجهات الرسمية فيما يخص هذين المعلمين الطبيعيين مثلا؟، فلو تحدثنا عن مجال الترويج السياحي أولا، فانه يكاد يكون معدوما، ولو تحدثنا عن الخدمات التي يجب توفيرها لتشجيع الناس على القدوم وزيارة هذه الأماكن لوجدناه خجولا الى أبعد مما نتصور ونفكر، فهذه الاماكن تركت على طبيعتها من دون إضفاء أي ميزة سياحية على المكان، ومن دون توفير أي خدمة سياحية لها.
ان هذه الولاية وغيرها من ولايات محافظتي الشرقية لها موقع ومناخ متميزان خاصة في فترة الخريف، ويمكن استغلال توجه الكثير من السياح الى صلالة في المرور على هذه الولايات والاستمتاع بمشاهدة ما يميزها من مواقع سياحية وطبيعية، في ظل منظومة سياحية متكاملة لاتهتم بموقع دون سواه، فيمكن استغلال هذا الجو الاستثنائي الذي يشبه خريف صلالة نتيجة هبوب الرياح الموسمية أفضل استغلال تزامنا مع توجه السياح الى جنوب السلطنة.