بقلم: خصيب بن عبدالله القريني | المراهنة على تطور السياحة في أي بلد بدون طرح أفكار متجددة وعدم وجود خدمات متميزة هو في النهاية رهان خاسر بلاشك، فلا تكفي الجوانب الطبيعية من أشجار وأمطار لتصنع سياحة لأي مكان، فالسائح يريد أن تكون كل الجوانب اللوجستية متوفرة له ليستمتع برحلة سياحية هانئة، وهو في الأساس خرج من بيته ليصرف على راحته إذا جاز لنا اختصار التعبير.
إن المتتبع لوضع سياحة موسم الخريف في محافظة ظفار على مدى عشرين سنة الماضية يلحظ بصورة واضحة عدم وجود هذا التوجه عند القائمين على أمر الفعاليات السياحية المنفذة خلال هذه الفترة، فيكفي أن وضع دورات المياه خلال هذه السنوات مازال يراوح مكانه سواء من حيث الكم أو الكيف، إلا ما أعلن عنه مؤخرا “دورات مياه ذاتية التشغيل”، وقس الأمر على الجوانب الأخرى التي لاتوجد أفكار واقعية لتطويرها، فكم بحت الأصوات التي تطالب بضرورة عمل تلفريك يربط بين ضفتي أحد الجبال، وكم تعالت الأصوات لضرورة وجود حديقة ألعاب ذات مستوى عالي، بحيث تعمل على جذب الصغار والكبار لفعاليات متنوعة ومتجددة، وغيرها من الأفكار التي وإن تم تطبيقها فهي دون المستوى، وخير مثال على ذلك الحديقة المائية والمولات الموجودة في المحافظة.
فالواقع ومن خلال التجارب البسيطة في الدول التي نزورها يتلاحظ لدينا تناغم مختلف العناصر والجوانب في البلد لدعم السياحة وبأعلى المستويات، ففي زيارتي الأخيرة لتركيا واثناء ذهابي لمنطقة معشوقية المطلة على إسطنبول، كان بإمكان الشركة السياحية المسيرة للرحلة أن توصلنا إلى أعلى قمة في المنطقة لنشاهد المدينة منها في منظر بانورامي رائع، لكن الفكرة السياحية الأفضل من ذلك من وجهة نظر القائمين على السياحة في تلك المنطقة كانت أروع وتتمثل في ضرورة ركوب الدراجات النارية للوصول الى هذه القمة، وهنا يبرز الفكر السياحي الذي أعنيه في ضرورة استغلال إمكانيات المكان وتوفير الخدمات المتكاملة لاستمتاع السائح ولامانع من أخذ ما لديه من أموال طالما انه مستمتع.