بقلم: حمدان بن علي البادي| ازدهرت مؤخرا في السلطنة حركة المسير الجبلي أو ما يعرف بالهايكنج أو التريكينج، وأصبحت هذه الرياضة تستقطب أعدادا كبيرةً من الشباب الشغوفين برحلات الاستكشاف والمغامرة لاقتفاء أثر الدروب القديمة. وأسهم هذا النشاط في تعزيز السياحة الداخلية وخاصة في القرى الجبلية وتجاوز أعداد المشاركين في بعض المسارات لأكثر من 500 مشارك للمرة الواحدة، كما أن المسافات التي يقطعها المشاركين تزيد عن 15 كم في أغلب الأحيان.
وأثبت هذا النشاط أن له محبيه وجمهوره ولديه القدرة على إستقطاب سياح من داخل السلطنة وخارجها بحثا عن الجمال واكتشاف الدروب القديمة الواصلة بين القرى العمانية إلى جانب المغامرة وتزكية روح الفريق الواحد والحماس الذي يظهره المشاركين وقبل كل هذا هو نشاط رياضي بدني يعمل على تجديد الطاقة في الروح والنفس وفرصة للتأمل والاسترخاء.
ولأن الكثير من الفرق التطوعية والفرق الأهلية المختصة في المسير الجبلي والفرق الأهلية الرياضية التابعة للأندية تبادر بصورة دورية لتنظيم هذا النشاط بجهود شخصية وما يواجهونه من صعوبات تتمثل أحيانا في إدارة المجاميع الكبيرة من المشاركين فإن على عاتق هذه الفرق بما تمتلكه من ذوي الخبرة والمختصين تقع مسؤولية كبيرة في تعزيز الجوانب التي من شأنها تنظيم هذا النشاط وتوثيق المسارات استكمالا للجهود التي عملت عليها وزارة السياحة حين قامت بتهيأة مجموعة من المسارات الجبلية المشهورة في جبال السلطنة وتزويدها بالشواخص والعلامات والمعلومات السياحية الخاصة والإطلالات السياحية التي تمر عليها حتى يتمكن السياح من أرتيادها بكل يسر وسهولة .
وحيث أن الدروب القديمة التي خطى عليها الإنسان ويقتفي الشباب أثرها اليوم كانت تتخذ مسارين الأول يستخدم برفقة الدواب وهو الأسهل بالعادة وبما يمكن الدواب وما عليها من حمولة من المرور بكل يسر وسهوله والمسار الثاني حين يكون الإنسان بمفرده حيث يعتلي قمم الجبال التي تختصر له الوقت والمسافة حتى وأن كان المسار صعبا ويتطلب بعض الوسائل المساعدة، واليوم لكلا المسارين جمهوره ومرتاديه إلى جانب أن البعض بادر بإيجاد مسارات جديدة تكشف عن الكثير من المعالم السياحية الجميلة، لهذا فإن التفاصيل الخاصة بالمسار يجب أن تكون واضحة ومعلن عنها من قبل المنظمين إلى جانب تعزيز الثقافة الخاصة بهذا النشاط من حيث اللياقة البدنية والإلتزام بالاحتياطات المناسبة للصحة والسلامة ونوعية الأحذية والملابس المناسبة للمسار وضرورة التنبيه بعدم الأضرار بالبيئة والحياة الفطرية والتحلي بالهدوء والسكينة بعيدا عن إزعاج سكان القرى وممتلكاتهم الواقعة في المسار، إلى جانب ضرورة التنسيق مع أهل المكان لمن يود من السياح أن يلتقي بهم أو يشتري من منتجاتهم المحلية.
إن التعاون المشترك بين الفرق الأهلية المختلفة المعنية بتنظيم المسير الجبلي ووزارة السياحة والجهات الأخرى التي لها صلة من شأنه أن يعزز من حضور هذا النشاط السياحي في السلطنة وتنظيمه بصورة أكبر وتهيأته بالخرائط وهو نشاط جماعي موجود في أغلب دول العالم ومنظم بشكل أكبر ومهيأ بمرافق وخدمات تمكن المشاركين من ارتياده بصورة دائمة.