مسقط – العمانية |
بدأت اليوم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أعمال المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية عُمان 2040، بمشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع ويأتي مكمّلًا لمسار إعداد وثيقة الرؤية المستقبلية للسلطنة التي يتم إعدادها بناء على الأوامر السامية لجلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، ويستمر يومين.
رعى افتتاح المؤتمر صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية عُمان 2040 ، الذي قال: ان اللجنة حرصت على أن يكون المجتمع بمختلف شرائحه وبكافة محافظات السلطنة حاضرًا ومساهمًا في إعداد مشروع الرؤية وشريكًا أساسيًّا وأصيلًا في صياغة أولوياته وتطلعاته، ومن هذا المنطلق باشرت لجان وفرق العمل المختصة بتحديد محاور وركائز للرؤية كإطار ينظم العمل وبدأت بتشخيص الوضع الراهن ثم انتقلت إلى مرحلة استشراف المستقبل وإعداد السيناريوهات المستقبلية بالاستناد إلى فهم واستيعاب ترابط المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في السلطنة مع محركات التغيير العالمية.
وأضاف سموه في كلمته أنه بناء على مخرجات تلك المراحل العملية تم تحديد التوجهات الاستراتيجية وفق أهداف أولية تضمنت التعليم والبحث العلمي وتمكين القدرات الوطنية وتحقيق رفاه مستدام عماده الرعاية الصحية الرائدة وإدارة اقتصادية تدعم التنويع الاقتصادي وتطور بيئة سوق العمل والتشغيل وتتيح للقطاع الخاص أخذ زمام المبادرة لقيادة اقتصاد وطني تنافسي مندمج مع الاقتصاد العالمي والمحافظة على استدامة البيئة وتنمية جغرافية شاملة قائمة على مبدأ اللامركزية والشراكة وتكامل الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع.
وقال سموه: إن ملامح الرؤية الأولية التي يطرحها المؤتمر اليوم هي رؤيتكم ونتاج تطلعاتكم الجادة وإننا نطمح وبمشاركتكم جميعا إلى تحقيق فهم أعمق لتكامل الأدوار بين مختلف مكونات المجتمع العماني من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وأفراد مواطنين ومقيمين.
من جانبه، أكد طلال بن سليمان الرحبي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط إن أبرز ممكنات التحقيق لرؤية عُمان 2040 تتمثل في مضاعفة النصيب الحالي للفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ليصل معدل النمو فيه إلى 6 بالمائة وأن تساهم القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بما نسبته 93 بالمائة ونسبة الاستثمار الأجنبي إلى الناتج المحلي الإجمالي 10بالمائة وأن تكون حصة القوى العاملة الوطنية 42 بالمائة من إجمالي الوظائف المستحدثة في القطاع الخاص.
وبين الرحبي، أن الرؤية تسعى إلى أن تكون السلطنة ضمن أفضل 20 دولة في مؤشرات الابتكار العالمي والتنافسية والأداء البيئي وضمن أفضل 10 دول في ركيزة المهارات في مؤشر التنافسية العالمية والكفاءات الحكومية في مؤشرات الحوكمة العالمية.
وأوضح نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط أن إجمالي عدد المشاركين بشكل مباشر في إعداد رؤية عُمان 2040 يبلغ 22 ألف مشارك من الفئات المستهدفة كمؤسسات المجتمع المدني والمحافظات والمجالس البلدية والقطاع الحكومي ومجلس عُمان والمرأة والشباب وذوي الإعاقة والإعلاميين والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والمستثمرين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والجاليات.
بعد ذلك قدم ريكاردو هوسمان كبير خبراء الاقتصاد لدى البنك الأمريكي للتنمية سابقا وأستاذ ممارسات التنمية الاقتصادية في جامعة هارفارد، ومدير مركز التنمية الدولية عرضًا مرئيًّا بعنوان “الفروق في الأداء أساسه الاختلاف في التقنيات المستخدمة”.
وتضمن برنامج اليوم الأول للمؤتمر -الذي شارك فيه عدد من المتحدثين من داخل السلطنة وخارجها- ثلاث جلسات حوارية ناقشت الجلسة الأولى الملامح التفصيلية الأولية لـ “رؤية عُمان 2040” والتوجهات والأهداف الاستراتيجية والمؤشرات الخاصة بكل محور من محاور الرؤية إضافة إلى جلستين حواريتين حملت الأولى عنوان “دور المجتمع والشباب في تحقيق الرؤية” تم خلالها مناقشة دور الأفراد والمجتمع في تحقيق الرؤية من خلال تمكين الفرد وتعزيزه بالأدوات التي تمكنه من القيام بمسؤولياته وواجباته وأهمية تمكين مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها في تمكين مختلف فئات المجتمع بما يساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
فيما تناولت الجلسة الحوارية الثانية موضوع “دور الحكومة في تحقيق الرؤية” بحيث تكون أهم مسؤولياتها التنظيم والرقابة وإدارة عملية التحول الاقتصادي الاجتماعي ضمن إطار حوكمة فعّال.
ويصاحب المؤتمر عدد من الأنشطة كالمعرض الذي يسلط الضوء على عدد من المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها بما يتوافق مع توجهات الرؤية المستقبلية نحو تعزيز الاستثمار وإيجاد مناخ مُمكّن للقطاع الخاص حيث ينقسم المعرض إلى قسمين يحتوي الجزء الرئيسي منه على 15 مشروعا اقتصاديا وطنيا واعدا في السلطنة، فيما يضم القسم الفرعي منه 25 مبادرة وفكرة شبابية طموحة.
ويقام على هامش المؤتمر مُلتقى للشباب يهدف إلى إشراك الشباب في اقتراح أفكار ومُبادرات وحلول يمكن أن تُسهم في تحقيق أهداف وتطلعات الرؤية المُستقبلية عُمان 2040 ويستهدف جذب 350 شابا وشابة من مختلف محافظات السلطنة و50 شابا من الشباب العربي المُقيم في السلطنة.
ويشهد المؤتمر يوم غد الاثنين إقامة أربع جلسات حوارية تتناول الأولى دور القطاع الخاص في تحقيق الرؤية، فيما تناقش الجلسة الثانية موضوع إدارة التغيير والتوجيه الإيجابي للسلوك الإنساني، وتتمحور الجلسة الثالثة حول التعاون والتكامل الاقتصادي وأهميته لتحقيق الرؤية، وتتناول الجلسة الرابعة موضوع الممارسات الدولية لتحقيق الرؤى والأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات والخطط الوطنية.
حضر افتتاح المؤتمر عدد من أصحاب السمو والوزراء والمكرمين ووكلاء الوزارات وبمشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع وعدد من الخبراء والمتحدثين من داخل السلطنة وخارجها.