محطة | رقم ضئيل..!

بقلم: يوسف بن أحمد  البلوشي | منذ أكثر من عشرين عاما ونحن نكتب عن القطاع السياحي وأهمية أن يأخذ دوره في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي، ليكون رقما مهما لتنويع مصادر الدخل. للأسف كان الخوف يسيطر علينا من الانفتاح السياحي، ونتعلل بقلة أعداد الغرف الإيوائية وعدم قدرتنا على الترويج في ظل عدد محدود من الفنادق وضعف البنية الأساسية للقطاع سواء من حيث وجود مطار صغير في مسقط آنذاك وعدم اكتمال الطرق وغيرها من الأشياء التي نضعها أمامنا لتكون حجة عدم انفتاحنا السياحي. بالأمس القريب صدر رقم لأعداد السياح الذين زاروا السلطنة في عام 2018 حتى نوفمبر الماضي والذين وصلوا إلى 2.8 مليون زائر. وبلا شك هذا رقم ضئيل للغاية مع إمكانياتنا السياحية الهائلة من إرث تاريخي غير مستغل بشكل صحيح حتى الآن، ومفردات طبيعية سواء الجبال أو الصحراء والأودية والجزر الطبيعية

والمواقع الجاذبة من مسندم إلى ظفار. تأخرنا لسنوات طويلة كان سببا في ما نحن اليوم فيه من قلة في عدد السياح في الوقت الذي كان يمكننا أن نستقطب اليوم أكثر من 10 ملايين سائح وفِي 2040 أكثر من 30 مليونا وليس 10 ملايين حسب استراتيجية 2040. لكن تغافلنا أن نضع خطط البناء السياحي لسنوات وقدمنا أشياء أخرى على السياحة مثل المناطق الصناعية التي لا تشكل دخلا للاقتصاد الوطني حسب ما خطط لها منذ تلك السنوات. في الوقت الذي كان بإمكاننا أن نبني مجالين أو أكثر في ذات الوقت حتى لا نعتمد على مصدر واحد للتنويع الاقتصادي، لكن المخططين تغافلوا عن السياحة التي يمكن أن تغّل العديد من الباحثين عن عمل وان تجذب الاستثمارات والسياح إلى السلطنة. اليوم ورغم ما تسعى إليه وزارة السياحة من جهد جهيد لجعل القطاع السياحي محرك أساس لكن لا نزال نحتاج إلى سنوات عدة للوصول إلى ما وصل اليه الآخرون الذين يجنون من السياحة دخلا كبيرا مثل ماليزيا وتايلاند وإسبانيا وفرنسا وغيرها الكثير من الدول التي أدركت أهمية ودور السياحة في الناتج المحلي، بيننا نحن لا نزال نضع أول خطوة على الطريق لبناء قطاع سياحي يخدم اقتصادنا الوطني.

yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*