مسقط – وجهات|
وقع ديوان البلاط السلطاني ممثلا في مكتب حفظ البيئة وشركة المدينة العقارية مذكرة تفاهم مشتركة لتطوير واستثمار محمية الخوير الطبيعية لتحويلها إلى مشروع ذو عائد بيئي واقتصادي واجتماعي متميز. ويعد المشروع الأول من نوعه بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بتطوير واستثمار المحميات الطبيعية.
وتم كشف النقاب عن كافة تفاصيل المشروع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم الاثنين 12 نوفمبر 2018 في فندق جراند ميلينيوم مسقط بحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين.
مثل مكتب حفظ البيئة في توقيع المذكرة حسين بن علي بن عبداللطيف المستشار بديوان البلاط السلطاني والمكلف بأعمال أمين عام الديوان، فيما مثل شركة المدينة العقارية المهندس عبدالرحمن بن عوض برهام الرئيس التنفيذي بالشركة، بحضور كل من ياسر بن عبيد بن موسى السلامي مدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، وحسن جعبوب الرئيس التنفيذي لشركة تلال للتطوير مع عدد من كبار موظفي ديوان البلاط السلطاني ومجموعة المدينة.
وتنص مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين على أن تقوم شركة المدينة العقارية بتطوير المحمية التي تقارب مساحتها 300,000 م2 وتأهيلها أمام الزوار من السياح والمقيمين، من خلال عمل مسطحات خضراء متنوعة، وممرات للمشاة مع توفير عدد من السيارات الكهربائية لاستخدام الزوار ، فضلاً عن تركيب اللوحات الإرشادية والصور التعريفية في كامل أرجاء المحمية، وتركيب مجموعة من التلسكوبات الخاصة لتمكين الزوار من مراقبة الحياة البرية داخل المحمية عن بعد.
وبالإضافة إلى ذلك ستقوم شركة المدينة العقارية بتطوير مجمع تجاري بيئي تقدر كلفته بحوالي 20 مليون ريال، ليكون متميزا وعلى مساحة أرض تقدر بـ 24,000 م2 من أرض المحمية بتصميم يراعي الهدف البيئي للمشروع، وسيتم ربط المجمع الجديد بمركز مسقط جراند مول عبر جسر علوي، الأمر الذي يتيح للزوار حرية التنقل بين المجمعين بمنتهى السهولة.
وقال حسين بن علي بن عبداللطيف : من منطلق حرصنا الدائم على حماية وصون الحياة الفطرية وتطوير المحميات الطبيعية وإدخالها في الدورة الاقتصادية المحلية ، يأتي التوقيع على مذكرة التفاهم مع شركائنا في القطاع الخاص ممثلين بشركة المدينة العقارية ، لتطوير واستثمار محمية الخوير الطبيعية كمبادرة مشتركة هي الأولى من نوعها بين القطاعين العام والخاص في مجال الاقتصاد الصديق للبيئة. ونحن على ثقة بأن هذه المبادرة ستمهد الطريق أمام غيرها من المبادرات التي ستساهم بدورها في دعم التوجهات الحكومية للتنويع الاقتصادي لمصادر الدخل العام.
من جانبه، قال المهندس عبدالرحمن بن عوض برهام: نحن سعداء بالشراكة مع ديوان البلاط السلطاني ممثلا في مكتب حفظ البيئة لتوفير متنفس طبيعي بيئي في قلب العاصمة مسقط ، وسنعمل جاهدين لتقديم نموذج رائد للشراكة بين القطاعين من أجل تحقيق الأهداف التنموية للسلطنة، من خلال هذه المبادرة المبتكرة التي ستعمل على إتاحة المحمية أمام الزوار من داخل وخارج السلطنة. حيث سنعمل على وضع مخطط عام للمنطقة يتيح للجميع الاستمتاع بزيارة المحمية والتعرف على التاريخ البيئي العريق للسلطنة، فضلاً عن تجربة التسوق والترفيه في مجمع تجاري رائد على كافة الصعد.
وتتضمن مذكرة التفاهم تشييد مكاتب إدارية لمكتب حفظ البيئة ضمن مساحة المشروع بمحمية الخوير الطبيعية، إلى جانب مكتبة خاصة بالبيئة والمحمية ( كمركز معلومات متكامل للزوار ) على مساحة لا تقل عن 1000م2 لتوفير كافة الوثائق والمعلومات والمؤلفات للمهتمين في هذا المجال، فضلاً عن قاعة متعددة الاستخدامات بمساحة 1000م2 مجهزة بكافة المستلزمات والتقنيات الحديثة لإقامة الفعاليات، كما سيتضمن المشروع مركزاً خاصا للمشغولات الحرفية والتقليدية لدعم المجتمع المحلي ورواد الأعمال، إلى جانب ركن خاص لبيع الهدايا التذكارية والمجسمات والتحف الفنية المرتبطة بالتراث البيئي للسلطنة. كما سيتوفر مجموعة من مواقف السيارات لخدمة الزوار ومرتادي المحمية.
ومن ضمن المشروع كذلك سيتم تشييد المجمع التجاري الجديد وفق مفهوم بيئي متميز بحيث ينسجم مع المحيط العام للمحمية، مع توفير شرفات مرتفعة للزوار لمشاهدة المحمية من الأعلى ، كما سيتم توفير شاشات تلفزيونية بنظام البث المباشر داخل المجمع لإتاحة الفرصة أمام الزوار لمراقبة الحياة البرية في المحمية من داخل المجمع.
وأضاف المهندس عبدالرحمن: الفكرة الأساسية من هذه الشراكة هي تقديم نموذج فعال للدور الذي يمكن للقطاع الخاص القيام به لدعم الجهود الحكومية للتنمية، فالمشروع سيشكل إضافة نوعية على صعيد المرافق الترفيهية والتعليمية وتعزيز الوعي والتعليم البيئي في قلب العاصمة، وسيعمل على استقطاب كافة شرائح المجتمع إلى جانب السياح للاطلاع على التاريخ الغني والتنوع الأحيائي الفريد بسلطنة عمان، حيث سيتم توطين العديد من الأشجار والنباتات العمانية في المحمية، إلى جانب جلب مجموعة من الحيوانات النادرة وإعادة توطينها في المكان للحفاظ عليها أولاً، وإتاحة الفرصة لزيارتها والتعرف على طبيعة حياتها وعاداتها ثانياً، الأمر الذي سيكون بمثابة رحلة تعليمية ممتعة للزوار من كافة الأعمار.
ويتوقع الإنتهاء من المشروع وافتتاحه أمام الزوار خلال العام 2021م ليكون قبلة الزوار والباحثين واالمختصين والمهتمين والهواة للتعرف على كنوز البيئية العمانية وعيش تجربة متعة التسوق في آن معاً.