أجنحة  | “الباسكرز” 

بقلم: حمدان بن علي البادي | لا أعتقد أن هناك ما يحول دون أن يقوم صاحب مهارة إبداعية في استعراض مهارته على الشارع البحري في مطرح أو أن تبادر فرقة شعبية بتقديم وصلة من الفنون التقليدية العمانية الأصيلة بجانب إحدى القلاع والحصون لتكسر صمت  المكان وتجعله نابضاً بالحركة  والموروث الشعبي  وتسهم في إستقطاب السياح كقيمة مضافة للمكان في أوقات الجذب السياحي في السلطنة.

قد يكون العائد المالي حائلاً دون ذلك، لكن بتنسيق مسبق وتكاتف بعض الجهات المعنية عن السياحة لإيجاد جهات داعمة يمكن أن يحل من هذه الاشكالية خاصة في بدايتها إلى أن يتمكن المبدع من أن يلقي “بكمته” أمام الحشد المنصت له من السياح والمارة ليجمع منهم  كلمات الشكر والإعجاب مع كل وصلة أو مقطوعه يقدمها أسوة بما يفعله مقدمي فنون الشارع أو “الباسكرز” والتي تعني الموسيقيين المتجولين وما يقدمونه من إبداعات مختلفة في مناطق الجذب السياحي بالعالم  كأحد الأيقونات التي تجذب السياح حيث يجد هؤلاء الموهوبين ضالتهم في تقديم إبداعاتهم في العزف والغناء والرسم وألعاب الخفة والحركات البهلوانية إلى جانب التقليد وعروض الحيوانات.في السلطنة قد يكون الفن الشعبي أو التقليدي حاضراً في أيام محدودة لأهداف محدودة  وفق تنسيق رسمي متفق عليه وذلك  اثناء زيارة ضيوف السلطنة من الشخصيات الرسمية البارزة للمعالم السياحية وأيضاً خلال الإجازات الرسمية الطويلة في بعض الأحيان والتي تلجأ إليها وزارة السياحة إلى تنشيط المواقع السياحية بالفنون الشعبية التي تجذب المقيم قبل الزائر ويتفاعل معها الجميع كقيمة مضافة للمكان السياحي وتعبر عن الإنسان العماني.

وبما أن الموسم السياحي في السلطنة على وشك أن يبدأ باستقبال  السياح من داخل السلطنة وخارجها للاستمتاع بدفء الشمس وجماليات عمان خلال الفترة الممتدة من أكتوبر حتى مارس  فإنه من المناسب أن يتم التفكير في آلية يتم من خلالها استقطاب المبدعين من الشباب العماني  وخاصة الهواة منهم لأماكن الجذب السياحي وتوفير مساحات حرة لهم لتقديم إبداعاتهم  أو أن يبادر بعض الموهوبين-إن لم يكن هناك ما يحول دون ذلك- لاستعراض مواهبهم في الأماكن السياحية التي تشهد حركة نشطة من السياح والجمهور المحلي مثل سوق مطرح وفي بعض المجمعات التجارية والاسواق التقليدية أو في الساحات المؤدية إلى القلاع والحصون. وبما يوجد مساحة إبداعية يستفيد منها الشباب في استعراض مواهبهم والتدريب عليها أمام الجمهور وتقديم متعة بصرية أو سمعية للسياح مقابل مبلغ ماليه  تساهم بها الجهات المعنية بالمكان مثل المراكز التجارية إن كان الحدث بها أو وزارة السياحة ودوائر البلديات في المحافظات .

لهذا لا اعتقد أن هناك ما يحول دون أن نرى  دور فاعل لتنشيط الفنون الإبداعية المختلفة لتعزز من الموسم السياحي في أماكن الجذب السياحي في السلطنة. علماً بأن فنون الشارع ليست مرتبطة بالتسول أو يقدمها متشردين بلا مأوى، كما يعتقد البعض،  أنما  هي  فنون إبداعية يقدمها موهوبين ظهرت منذ العصور القديمة في الساحات والطرقات العامة  وتنتشر بكثرة في مختلف دول العالم  إلى جانب أن بعض الدول تلجأ  إلى إيجاد برامج منوعة ومنظمة بشكل مستمر  تساهم في التعريف بثقافة البلد وموروثاته وخاصة في مجال الموسيقى وما يصاحبها من أداء حركي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*