محطة | السياحة ليست حمامات..! 

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | ثارت الدنيا ولَم تقعد، حينما قال وزير السياحة خلال مؤتمر صحفي أنه تم تجهيز 24 حماما في عدد من المواقع السياحية من خلال استثمار الأهالي وأن الوزارة تدفع مبلغ 800 ريال تقريبا للأهالي عن كل مشروع دورات المياه لإدارتها والإشراف عليها.

هذا النقد الذي أثاره البعض بسبب تغريدة مواطن زار صلالة وتوقف في إحدى المواقع على طريق أدم ثمريت ووجد إهمالا وعدم نظافة دورات المياه ووقوف طوابير انتظار، والهرج والمرج تصاحب كل موسم سواء لخريف صلالة او حتى في الموسم الشتاء حينما يرتحل الناس.

وزارة السياحة ليست الجهة المعنية حقيقة عن انشاء دورات مياه، لأن اختصاصاتها وضع الاستراتيجيات والخطط وليس التنفيذ للمشاريع الذي يعنى به جهات أخرى مثل شركة عمران ووزارة البلديات مثلا.

نزور بلدان العالم شرقا وغربا، لا نجد ان وزارة السياحة تنفذ هذه الخدمات، بل توفرها جهات خدمية أخرى مثل البلدية وشركات القطاع الخاص مثلا تجد دورات مياه عند محطات الوقود ويتم دفع مبالغ عند استخدامها أو وجود دورات مياه في المطاعم والمقاهي والفنادق. لكن نحن لا نزال نفكر بعقلية العالم الثالث وأن الحمامات ودورات المياه أولوية وزارة السياحة مثلا.

مشكلتنا نضع المطرقة والسندان على جهة ليس من اختصاصها ونلوك الكلام عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونعطي مسببات الاخفاق ونرمي الكلمات غير السوية والتي لا تتوافق مع ما وصف به أهل عُمان ” لو جئت أهل عُمان ما سبوك او شتموك” ولكننا نتغنى بهذه العبارات ولا نطبقها وكان الأغلبية يرمون كلمات على شخص الوزير الذي يعمل بجهد كبير من أجل تغيير الصورة في القطاع السياحي، ويصارع في مجلس الوزراء من أجل تعزيز هذه القطاع ليكون رافدا مهما ومن أجل توفير المخصصات المالية وتهيأة المناخ الاستثماري لجذب المستثمرين لانشاء الفنادق وغيرها من المشاريع.

مشكلتنا أننا نرمي الكلام ولا نعرف حقائق الواقع والأدوار التي علينا ان نعرفها لان هناك جهات متعددة عليها أن تقوم بجهودها لان هذه اختصاصات جهات عدة لا تقتصر على وزارة السياحة.

لربما أن وزارة السياحة في فوهة البركان اليوم، ولذلك ترمى بالحجر  لان كل ما يعنى بالسياحة مرتبط من وجهة نظر الكثيرين بها كوزارة معنية بالسياحة.

نقول اليوم أن السياحة ليست حماما أو دورة مياه، لتعطى كل هذه المساحة من الحديث والنقاش، بل هناك أشياء أكبر من هذا يجب علينا ان نناقشه بتوسع وإدراك لان العالم يتقدم في كسب السياح العالميين ونحن لا نزال نسبة السياح لدينا متدنية ومساهمة السياحة لا ترقى مع مقومات وسمعة السلطنة سياحيا وأمنيا وجغرافيا.

لكن الاخرون يتقدمون سريعا ونحن لا نزال نناقش إنشاء حمامات دورات مياه.

yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*