التوبي يفتتح مؤتمر الاعلام العربي والسياحة المستدامة في صلالة

صلالة – مروان بن يوسف البلوشي |

افتتح وزير البيئة والشؤون المناخية، محمد التوبي في صلالة بمحافظة ظفار صباح اليوم، مؤتمر الإعلام العربي والسياحة المستدامة (القدرات والمسؤوليات)، بحضور عدد كبير من الاعلاميين والمسؤولين من داخل السلطنة وخارجها.

وفي بداية المؤتمر ألقى الدكتور سلطان بن خميس اليحيائي رئيس المركز العربي للاعلام السياحي كلمة رحب فيها براعي الحفل  والحضور.

وقال: يمثل المؤتمر رافدًا مهمًا من أنشطة المركز العربي للإعلام السياحي ، حيث نحرص على مدى سنوات عمر المركز العشر على عقد المؤتمرات والحلقات النقاشية وحلقات العمل ، ونطرح للنقاش قضايا وهموم وتحديات السياحة العربية ، وما يمثله الإعلام السياحي العربي من دور فيها ، بحضور الخبراء والمسؤولين ، وصولًا إلى واقع أفضل للسياحة العربية ، وربط أكبر بين النشاط السياحي والإعلام المتخصص الذى يزداد تقدير دوره في تحسين الرؤية لكل الأطراف ، لتحقيق أعلى استفادة من المقدرات السياحية الهائلة على الساحة العربية ، وما تملكه من تنوع مذهل ، وغير متكرر في منطقة أخرى من العالم .

واضاف اليحيائي قائلا: ومن خلال هذا الحضور القيّم للمشاركين في النقاش ، فإننا نستشرف اهتمامًا نعتز به من الدوائر السياحية المحلية والإقليمية والدولية، وكذلك وبنفس المستوى من الدوائر الإعلامية ، وهذا يعكس مكانة المركز العربي للإعلام السياحي لدى هذه الدوائر ، وجديته في التعامل مع الملفات التي تدخل في نطاق اهتمامه ، وسعيه للتشبيك بين هذه الدوائر بعضها البعض ، بما يحقق الهدف السامي الذي يمثل الفلسفة الحقيقية لإنشاء المركز ، والتي سعى لتطبيقها خلال عشر سنوات ، وهي تحقيق التناسب بين المقدرات السياحية على الساحة العربية ، وتوسيع الاهتمام بتذليل كل ما يعترضها من صعوبات ، وتعظيم اهتمام وسائل الإعلام ـ بتنوعها التقليدي والرقمي ـ لتحقيق أعلى انتشار معرفي عن هذه المعطيات بين المواطنين العرب،  وتحويل المعرفة إلى إيجابية بالتوجه لزيارة هذه الموقع السياحية ، بما يدعم السياحة البينية العربية ، ويحقق في النهاية تعميق الانتماء إلى بلداننا العربية .

من جانبه، اكد سالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للاعلام في محافظة ظفار كلمة قال فيها، إن الاعلام العماني الذي يترسم مبدأالكلمة الصادقة والخبر اليقينلحريص على أداء رسالته بكل إخلاص، وسوف يتفانى في دعم البرامج والأهداف التي نتوخاها من انعقاد هذا المؤتمر وسيكون عاملا فعالا في تبني الأفكار ذات الغايات السامية.

واضاف: إن قوة أي عمل تكمن في موضوعية الأشياء والتوازن والانفتاح على عوالم المعرفة والتطور وانتقاء المفيد وبما يتلاءم مع حاجاتنا ويطور من آليات عملنا، فإعلامنا لم يكن يوما  منغلقا بل منفتحا على حضارات العالم متفاعلا معها مفيدًا ومستفيدًا.

واشار النجار في كلمته الى اهتمام وزارة الإعلام في سلطنة عمان بتنمية إمكانيات وقدرات الاعلاميين آخذةً بوسائل التقنية الحديثة والتطور الذي يشهده قطاع الإعلام. وقال ان السلطنة تعتبر منا لدول الملتزمة بمواكبة جميع المستجدات في حقل الإعلام وإيقاعه المتسارع. ولا شك أن هذا المؤتمر هو أحد المحطات الرئيسية في تبادل الخبرات الإعلامية في الوطن العربي الذي نأمل أن يكون عاملا مساعدًا على الارتقاء بمستوى الإعلام العربي المشترك.

قال الدكتور أنور الرواس رئيس مجلس إدارة جامعة ظفار أن الإعلام لا يستطيع أن يفعل شيئا في السياحة ما لم تكن الرؤية واضحة لأصحاب القرار والتشريع.

وأضاف في ورقة قدمها في مؤتمر الإعلام العربي والسياحة المستدامة (القدرات والمسؤوليات) تحت عنوان: مساهمة وسائل الإعلام المختلفة في الترويج والجذب السياحي، ان الإعلام بمختلف وسائله التقليدية والجديدة آلة جبارة تصنع الفارق في كثير من الأمور، ولا يمكن لمتتبع فطن أن يتجاهل حجم التطورات التي صاحبت الثورة التكنولوجية خلال العقود الماضية، فهي تلامس حياتنا اليومية ونعيش مستجداتها ساعة بساعة، ولن أبالغ إذاقلت إننا نعيش إدمانا تقنيا فرضته معطيات العصر ولايمكن الفكاك منه مهما بلغ منا الحرص في تجنب مضامين تلك الوسائل التي تتدفق من كل حدب وصوب.

وقال: إننا نعيش عالمنا الطبيعي بمكون افتراضي واقعي، نتشارك بالأفكار والآراء والحوارات التي تضيف للإنسان بعدا ثقافيا جديدا فما بالنا ونحن نمارس طقوس المعرفة ونسخرها لذاتنا ومصالحنا ناهيكم عن الحاجة الملحة التي تستوجب صناعة اقتصاد حر فيشتى المجالات تستفيد منه إيرادات الدول الغنية والنامية على حد سواء. ومن بين تلك صناعة السياحة الحاضر الغائب في مخططات الدول العربية.

واشار الى ان الإعلام له دور قومي في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية يلتف حولها جموع المواطنين، والارتقاء بالبناء المعرفي للمواطن في كافة المجالات، إلى جانب دوره في الإعلام التقليدي من خلال نشر الأخبار المختلفة من جميع دول العالم، وتكون وسائل الإعلام في هذه الحالة ايجابية، وفى صالح توعية المواطن والارتقاء بمجتمع مطلع قادر على التفكير والتحليل، وربط واقع الأحداث والمشاهدات من حوله، بالصورة الذهنية التي ترسمها وسائل الإعلام.

وقال الرواس، ان الإعلام الناحج يصنع سياحة مستدامة من خلالاستقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية التي يمكن توظيفها في النشاط السياحي لتنتعش به اقتصاديات البلدان النامية. والسياحة ليست مجرد تظاهرة وقتية من خلال مهرجان ترفيهي، بل هو أعمق من ذلك في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والتراثية إضافة إلى الأثار والكنوز التاريخية التي تقف شاهد عيان بقلاعها وحصونها لتسرد لنا حقائق ووقائع حدثت في تلك الأزمنة.

واكد رئيس جامعة طفار على ان السياحة هي أحد المصادر المهمة للدخل الوطني في الدول التي لها باع طويل في هذا المجال، وبإمكان الدول النامية الاستفادة من تجارب تلك الدول ومن الإمكانات المتوفرة لديها من خلال استثمار المقومات والموارد المتوفرة وابراز التنوع الحضاري والتاريخي والطبيعي والمناخي وغيرها من المميزات التي لا تتوافر في أي بلد من البلدان المتقدمة.‏

واشار الى انه بحجم تلك المميزات التي تتمتع بها دولنا العربية إلا أنها تظل ناقصة إن لم تكن معدومة ما لم يتم تسويقها والعمل على الترويج لتلك المقومات من خلال جدية المخططين لبناء مرافق وخدمات سياحية وبنى أساسية تقاس بحجم الموارد المتوفرة على الأرض، ليتم استثمارها ماليا لتكون رافد اللدخل الوطني. وأكد على أن الإعلام بوسائله التقليدية والجديدة هو جوهر العملية الترويجية في المجال السياحي، من خلال تقديم صورة واقعية عن بلداننا وتقديمها للعالم والتعريف بها كأحد أركان التنمية المستدامة.

واضاف: كلنا يدرك حقيقة قوة في الإعلام في إبراز المعالم السياحية المتنوعة، إلا أن المعضلة، من وجهة نظري، في سلطنة عمان، تكمن في عدم معرفة ماذا نريد؟ أو ربما في قلة خبرة المخططين، أو ربما عدم وجود موارد مالية للنهوض بالقطاع السياحي. ولهذا فإن غياب البوصلة لدى هؤلاء تقوض من أداء العمل الإعلامي وتجعله مكبلا في عدم الخوض في الترويج والتسويق السياحي.. والسؤال من المسؤول؟.

وقال الرواس في ورقته، لن اتحدث هنا عن الإحصاءات السياحية فهي أقل من 3‎%‎ من إجمالي الناتج الوطني، والخوض في تلك الأرقام مقارنة بالمميزات الموجودة قد ينتج عنها اختلاف في الرؤى، وستجدون من يدافع عن التطور السياحة وهذا أمر طبيعي، في المقابل ستجدون من ينتقد وبشراسة عن عجز جهات الاختصاص في تحقيق حلم العمانيين في جعل بلدهم قبلة للسياحة، خاصة وأن هناك تقارير عالمية تروج للسياحة في السلطنة. ما أقصده أن حجم بلدنا كبير به ملحمة طبيعية قلما تجدها في بلدان الجوار، وهذه نعمة من الله حباها لعمان وأهلها، وأجزم بأن المقومات الطبيعية في عمان تسوق لنفسها من دون الحاجة إلى إعلام يروج لها، فقد أحدثت التكنولوجيا نقلة نوعية في تسويق السلطنة من خلال العمانيين أنفسهم أو الزوار الكرام، فكل شبر في هذه البلاد يتحدث عن ملحمة طبيعية أو تاريخية، أو عن الآثار ومكنونها الثقافي الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين، فنجد الجميع ينقل بالصوت والصورة عن المواقع وبطريقة جذابة وشيقة تجبر الجميع على زيارتها، ولكن وهنا السؤال الصعب لجهات الاختصاص هل المرافق الخدمية جاهزة لاستقبال الزوار؟

واضاف: ان الإعلام ناقل للحدث وليس صانعا له، ولكن يمكن له أن يتخطى مهنته التي ترتكز على ثوابت الحقائق على الأرض، ولكن الأرض ليست جاهزة في مقومات خدماتها المرافقة للسياحة، ولهذا أستطيع الجزم بإن أعلامنا لديه مقومات المهنة إلا أنه يقف حائرا بين سندان التسويق والترويج ومطرقة النواقص الكثيرة المرافقة للسياحة في بلادنا.

وفي ختام ورقته اكد انور الرواس على أن وسائل الإعلام تؤدي دورا مهما في إعادة هيكلة التفكير لدى الرأي العام من خلال صياغة مواقفة وسلوكياته عبر ما يصله من أخبار ومعلومات تزوده بها وسائل الإعلام المختلفة. ويدرك العاملون في المؤسسات الإعلامية أن الإنسان ليس باستطاعته تكوين موقف معين، أو حتى تبني فكرة معينة إلا من خلال ما توفره تلك الوسائل من معلومات وأخبار وبيانات تساعده على رسم خريطة معرفية عن حدث معين أو موضوع يتوافق مع معتقداته. ولهذا فإن الإعلام باستطاعته إحداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عبر التوعية بأهمية المعرفة وتنوير وتكوين الرأي العام بالقضايا المختلفة.

وأصبحت وسائل الإعلام عاملا مهما في حياة الشعوب والمجتمعات بفضل تفاعلها ومواكبتها للتطورات في شتى مجالات الحياة، كما أن لديها القدرة للوصول إلى الجماهير والتفاعل معهم وكذلك التأثير على نمط حياتهم وسلوكياتهم.

وقال: لقد أصبح الإعلام الجديد الفاعل الأساسي في توجيه الرأي العام، ورفد المعارف والمعلومات، ونشر القيم والأفكار والإيديولوجيات، والتأثير على مجريات الحياة العامة في مختلف أرجاء المعمورة، ومن ثم أضحىالإعلام الجديد أحد الأدوات المؤثرة في تشكيل وصياغة الشخصية، بما يوفره من أدوات اتصالية، تسمح بالالتقاء والتفاعل ضمن مجموعات وشبكات اجتماعية في أي وقت من دون قيود مكانية أو ثقافية، مكنته من فرض واقعه الجديد كسلطة خامسة، يفرض أدواته المكانية والزمانية على بقية السلطات الأربع التشريعية والقضائية والتنفيذية والصحفية.

كما ألقى الدكتور طالب الرفاعي رئيس منظمة السياحة العالمية السابق كلمة في المؤتمر اكد فيها على دور الاعلام والسياحة في الوطن العربي،  كما ألقت الأميرة دانا فراس رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي كلمة كضيفة شرف في المؤتمر.

ويناقش المؤتمر ورقتي عمل عنوان الأولى “مساهمة وسائل الإعلام العربي في الترويج والجذب السياحي وأطر المسؤولية ” وتحمل الثانية عنوان ” إدارة الازمات السياحية في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية والحلول”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*