وجهات | اسدل الستار على فعاليات مهرجان مسقط 2015، بعد 15 دورة، الذي بات واحدا من المهرجانات التي ينتظرها المجتمع المحلي سنويا.ولعل من المهم اليوم بعد النضوج الذي وصل اليه المنظمون في بلدية مسقط ان يتم تقييم المهرجان من حيث الايجابيات والسلبيات. ويجب ان يكون التقييم اليوم وليس غدا، للبدء في انطلاقة جديدة في العام المقبل بحيث تكون في مستوى الطموحات التي ينتظرها الحضور، وكون المهرجان يحمل اسم مسقط فبالتالي يجب ان يكون على جمالية مسقط وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
واننا ندرك الجهود التي يسعى اليها رئيس بلدية مسقط وفريق عمله، ولكن طموح انسان عمان دوما يكون اكبر في كل مرة، وبالتالي يجب ان تتسارع خطى المسؤولين والمنظمين وأعضاء المجلس البلدي في عمل متكامل يحقق الطموح المبتغى، وبحيث الا نتراجع سواء من خلال مناداة البعض بايقاف المهرجان، او حتى ايقاف مؤقت. لان الايقاف هو طريق بداية الفشل لفعل حقق البهجة في مسقط العامرة، في ظل ما تفتقده من فعاليات تحيي الهدوء والسكينة والرتابة اليومية. كلنا قد نختلف او نتفق في ان المهرجان بين مد وجزر، أو نجاح وفشل، وهو أمر صحي، ولكن علينا ألا نتراجع في أن نطوره والدفع به إلى الأمام ليكون مهرجانا فاعلا في حياة الناس، وبحيث تكون اخر ليلة من عمر دورته، هي حزن على وداع شيء حقق لهم حالة تغيير في حياتهم. ولكن أن نظل في مكاننا من دون تجديد وتغيير فهو الفشل الذي لا يدفع إلى النجاح.
ونحن في السلطنة منذ بداية السبعينيات تعودنا على النجاح تلو النجاح، ولذلك فإن مهرجان مسقط يجب ان يستمر بنجاح حتى لو نستفيد من خبرات الآخرين لدعم الأفكار ليعطي دفعة جديدة. وبلا شك أن القائمين على المهرجان يعصرون أفكارهم لنجاحات جديدة ويسهرون الليالي من أجل تقديم الجديد، لكن كل هذا لا يمنع أن نكون في حالة تجديد وطرح لمشاركات تحقق النجاحات للمهرجان، ولا يمنع من عمل عصف ذهني للشعب عامة للاخذ بأفكار جديدة تكون مغيبة عن القائمين على المهرجان. فجيل اليوم لديه من الأفكار النيرة يجب استثمارها، والاستفادة منها، وكل من له فكرة يتقدم بها لإدارة المهرجان لمناقشتها وان يتولى إدارتها بذاته وفريق عمله وعند الختام تقيم ويمنح تكريم اذا حققت النجاح.
بهكذا يمكننا عمل شراكة مجتمعية لبناء وتقديم مهرجان فاعل يحمل اسم عاصمة عمان التاريخ.