بقلم:يعقوب بن يوسف البلوشي | يصنف منع الحكومة، ممثلة في وزارة السياحة، القائمة في تنفيذ عدة مشاريع تنموية سياحية في البلد، على انه اعتراض على تنمية سياحية مدروسة، وأن لغة القبيلة فاقت لغة القانون في مصلحة الوطن.
لن نكون مبالغين في إننا ما ذهبنا اليه في وضعية اعتراض أهالي الرستاق على افتتاح الجزء المطور من المسابح الحديثة في “عين الكسفة” وهو بالضبط كمن وضع الحابل في يد النابل ممن تستقوي سلطتهم على ثروات طبيعية مقدرة لجميع الناس تتحكم بها مجموعة من الأهالي غير مقدرين ثروة هذه العين وما دار حولها من أحداث تاريخية.
إن سعي الحكومة لتطوير منظومة استخدام المياه واستغلالها لمنافع طبية يتطلب عمل تنظيمي بمسابح ودورات مياه خاصة وهو ما تفضلت الوزارة بالقيام به ولكن عرقلة الأهالي وقف كجبل عثرة في طريق التنمية وسط تعهدات من الحكومة بمنافع تصب في فتح الجزء المطور من مجرى العين وهو أمر معني بتوظيف أبناء أهالي المنطقة في المشروع وزيادة الحركة السياحية، مما يعود بالنفع تجارياً على المنشآت الصغيرة والمتوسطة وينشط بذلك طريق سياحي جديد في محافظة جنوب الباطنة، مما يثري تنوع البرامج السياحية لدى الشركات العاملة في القطاع السياحي في ظل سعي الحكومة الدؤوب لتمكين السياحة بنطاقها المعقول لتثري اقتصاد البلد.
إن قيام الأهالي بإغلاق مجاري الافلاج مثل فلج الحزم وفلج وبل وتحديد مواعيد محددة لزيارة عين الكسفة هو أمر ينم عن ضعف المنظومة الحكومية ممثلة في المحافظ ولغة التفاهم مع الأهالي والقائمين بجوار هذه الثروة الوطنية التي تخصُ عُمان أجمعها وليس جغرافية الرستاق فقط !. وأن فعلٌ كهذا أشبه بخبر مترنم غداً فيما لو تهاوى لمسامعنا بأن أهالي ظفار يحتكرون زيارة السياح للنافورة الطبيعية في المغسيل بصلالة، أو أن أهالي نزوى يفرضون رسوما لزيارة وادي تنوف أو الاستحمام به أسوة بتحديد مواعيد لزيارة عين الثوارة بنخل أو وادي الحوقين بالرستاق أو احتكار أهالي بدية لاستخدام فلج الظاهر أو التلال الرملية لذواتهم!.
ساهمت المنظومة التطويرية لدى الحكومة في تنظيم وتجميل موقع هوية نجم بولاية قريات، مما عمل على زيادة السياح في الموقع بشكل لافت من دون مشاكل تذكر، وأن تجميل موقع فلج دارس بنزوى ساهم في إرتياد الأهالي للفلج بشكل منظم يكفل للكل الاستفادة من الثروة المائية وفق المعقول من الترشيد.
على الجهات الحكومية أن تكون أكثر حزماً في تهيئة موقع عين الكسفة بالرستاق للاستغلال السياحي وإن كان مشروطا برسوم، وتحقيق خطوات متقدمة بفتح دورات المياه الحديثة حتى تُفيد الزوار ويستفيد الأهالي من هذا الاستغلال وفق توعية عامة في المنطقة بأن المياه ستكون صالحة للري بعد استخدامها في الجزء المطور من العين.